الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتضح أبعاد الدور الذى لعبته دمشق فى مختلف أوجه النشاط السياسى والإجتماعى والثقافى والدينى فى عصر سلاطين المماليك(658-923هـ/1260-1517مـ). ففى المجال السياسى كان لأمراء نيابة دمشق دور كبير فى توجيه سياسة الدولة المملوكية، فاستغلوا مناصبهم التى أولاها لهم سلاطين المماليك من جهة وما تمتعوا به من مكانة عظيمة فاقت مكانة زملائهم من النواب من جهة أخرى وحاولوا إملاء كلمتهم على بعض سلاطين المماليك وأشعلوا الفتن والثورات من أجل تأييد سلطان أو خلع آخر أو من أجل الوصول إلى منصب السلطة ذاته مما أدى إلى قيام الحروب والصراعات بينهم وبين سلاطين المماليك، بل إستعان بعض النواب بالدولة المعادية كالمغول من أجل تحقيق أغراضهم. وفى مجال الحياة الإجتماعية كان لطبيعة نيابة دمشق وما تمتعت به من أرض خصبة وماء وفير أثر فى إجتذاب عدد كبير من الأجناس البشرية وعاش المجتمع الدمشقى بعناصر سكانه المختلفة من المسلمين وغير المسلمين فى ظل تسامح الإسلام. وفى مجال الحياة الإقتصادية لعبت نيابة دمشق دورا رئيسيا فى إثراء إقتصاد الدولة سواء فى مجال الزراعة أو الصناعة أو التجارة وحازت على شهرة كبيرة فى مجال الزراعة، كما كان لموقع نيابة دمشق الممتاز أكبر الأثر فى تدفق بضائع الشرق والغرب مما جعلها مركزا تجاريا هاما ولكن فقدت النيابة أهميتها التجارية والصناعية بسبب سياسة الإحتكار التجارى. وفى مجال الحياة العلمية والدينية كانت نيابة دمشق من المراكز الثقافية الهامة خاصة بعد سقوط بغداد، حيث كثرت بها المؤسسات العلمية والدينية، كما ساهم الجامع الأموى بدمشق مساهمة فعالة فى إزدهار الحركة العلمية والدينية. |