الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن هذه الدراسة تمضى ومن شأنها أن تثير قضية ” المعنى الغائب فى البلاغة العربية آلياته وغاياته ”، وأن تتابع رصد هذه الآليات من منطلق (البلاغة والاتصال) بين أقطاب النص الثلاث : (المبدع ، النص ، المتلقى)، مؤكدة أن فكرة الآليات والدعائم والمرتكزات اللازمة للوقوف على المعانى الغائبة وراء حواشى الصيغ والصور تهدف بالدرجة الأولى إلى إقناع المتلقى بالمعنى ، ولتحقيق هذا الهدف يلجأ – بالضرورة – المبدع ، إلى تصحيح معناه ، وإثبات دعواه من خلال تلقيح النص الأدبى (شعراً ، ونثراً) بما يدل على هذه المعانى ، ويزيل بقع الإيهام والإبهام عن هذه النصوص ، ومن ثم ينكشف قناع المعنى . ولقد برهنت الدراسة على أن كل واحدة من هذه الآليات صورة مخالفة لصورة صاحبتها ، وحيلة غير مشاكلة لحيلة أختها غير أنها كاشفة عن أعيان المعانى ومن ثم اهتم البحث بكشف اللثام عن هذه الآليات لما لها من دور بارز فى استنطاق المتلقى للمعانى الغائبة وراء حواشى الصيغ والصور . ومما لاشك فيه أن التعانق بين الآليات والمعانى الغائبة يبرز التفاعل التكاملى بين أقطاب النص (المبدع، النص ، المتلقى) والإ فسدت عرى الاتصال ومن ثم يفسد التعبير وينغلق . ومن عجيب أمر البلاغة أن الإيهام فيها لا تكتنفه درجة واحدة بل يزيد وينقص وزيادته ونقصه منوطة بقصد المبدع ومتطلبات المقام ، وهذا يؤكد أننا أمام مستويين للمعنى : (الظاهر / الغائب) ، حيث يتلاشى الإيهام فى مستوى المعنى الظاهر ، ومن ثم يتم طرحه من القصدية ، ويتضاعف من فضاءات المعنى الغائب وينقص ، وهذا هو موطن المقبولية بعداً عن الرتوبة والإلف وجنوحاً إلى العمق فى بنية الصيغ والصور . وهذا لا يعنى تجاهل هذا المستوى من المعنى بل يعد مقدمة رئيسة لدراسة المعنى الغائب فى بنية التعبير . كما تفرض البنية التكوينية للنص الأدبى على المبدع أن يقاسم المتلقى مجموعة من المعلمات التى تعينه على فهم المعنى الغائب ، ويسعى المتلقى نحوها ويكد ذهنهفى استخراجها . |