الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص علماء اللغة من قديم الزمان يبحثون في اللغة لاكتشاف قواعدها ومعرفة اسرارها حتي يقيموا السنتهم بها فكانوا يقلبون النصوص للغرض ذاتهه وقد اعتنوا بدراسة الجملة ومكوناتها اعتنائا شديدا وخصوا الفعل بالدراسة والإهتمام وذلك لأنه في كل لغة مصدر التعبير عن أفكار المتحدثين بها وهو اللفظ الذي يصور النشاط والحركة وكل ما تموج به حياة البشر من فكر ووجدان وكان أختيار النحاه لمصطلح فعل لهذا الجزء من الجملة اختيارا موفقا وهو لاشك اختيار مستوحي منن معناه ووظيفته في اللغة فهو مصدر الفعل والنشاط والحياة في التعبير وقد توجهت دراستهم للبنية والتركيب كما فعل سيبويه في الكتاب و المبرد في المقتضب وصنف اللغويين في حصر أبنية الأفعال وخصوا صيغتي فعل، أفعل بالإهتمام كما فعل أبو عبيد في الغريب المصنف وابن السكيت في اصلاح المنطق وابن قتيبة في أدب الكتاب وكراع النمل في المنتخب وابن دريد في الجمهرة في أبوابه الأخيرة بل جعل بعضهم المعاجم مرتبة علي أبنية الأفعال كديوان الأدب للفارابي والفعال لأبن القوطية والأفعال لأبن القطاع والأفعال للسرقسطي. أما دراسة الفعل دلاليا فهو اتجاه حديث وإن كنا نجد جزوره عند العرب فقد قسم النحاهه الفعل أقساما حسب دلالته فقسم لأفعال القلوب التي جعلوها مجالين دلاليين مجالا يفيد اليقين ومجالا يفيد الرجحان ويقابل هذا القسم الأفعال العلاجية ويراد بها ما يحتاح في حدوثه إلي تحريك عضوا أو استعمال حاسة من الحواس الظاهرة مثل ضرب، وشتم، وأكل، وأبصر، وسمع وكذلك أفعال التحويل والتبصيير وكذلك أفعال المقاربة والرجاء والشروع. |