الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعتبر الإنسان نظام معقد يمكن أن تصيبه الأمراض من خلال عوامل متعددة وليس عامل واحد فقط، ويُعد علم نفس الصحة هو العلم الذي حاول أن يتخطى النظرة السطحية التي كانت ينظر إليها سابقًا في كون أن الأمراض تحدث نتيجة لعامل واحد لينفذ إلى مزيج العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض، وهذه العوامل هي العوامل البيئية (الفيروسات) والنفسية (السلوك) والاجتماعية (العمل)(Ogden,2010)، ويرجع تاريخ علم النفس الصحة النفسية إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث كانت أول مناقشات كتابية لهذا العلم، وتعتبر نقطة التحول في تاريخ هذا العلم عندما تم الفصل بين مفهومي العقل والجسد وذلك من خلال ”رنيه ديكارت”Rene Descartes في القرن السابع عشر. وكانت بداية الانتباه إلى تأثير النفس على الوظائف والأعراض البدنية على يد ”ستانلي هال” Stanly Hall عام 1922 الذي ناقش دور سلوكيات الأفراد في مجال العمل والضغوط الحياتية، فدخول التحليل النفسي إلى مجال الأمراض الصحة البدنية ولد بدوره مجال الأمراض النفسجسمية،أو ما يعرف بالأمراض السيكوسوماتية الذي يشير إلى العقل وتفاعله مع الجسد، وفي منتصف القرن الواحد والعشرون تم التركيز على التفاعل الذي يحدث بين العوامل النفسية والصحة الجسدية وذلك في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها، في كون الإنسان يستطيع أن يتحكم بشكل إرادي ومقصود على نشاطاته الفسيولوجية التي كانت تعتبر سابقًا سلوكيات لا إرادية، لهذه النتائج أصبحت الأساس الذي يقوم عليه علم نفس الصحة الحديث وذلك عام 1970 (Boyer, 2009). ومن ذلك يمكن القول أنه يرجع ظهور علم نفس الصحة كعلم متخصص في القرن الواحد والعشرون، من خلال ممارسات المتخصصين بصفة خاصة في المجالات العلمية ومساهماتهم المنضبطة بصفة عامة في مجال علم النفس، للمحافظة على الصحة من خلال الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل (Belar, 1997). |