الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تناولت هذه الدراسة قضية الخير والشر في ضوء الإرادة الإلهية المتمثلة في الأمر التكويني لقوله تعالى:﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ والأمر التكليفي والذي يظهر من خلال الأوامر والنوهي التي أوجب الله إلتزامها على الإنسان في شرعه . فقد خاطب الله تعالى الإنسان في مواضع كثيرة بإفعل أو لا تفعل وهذا هو جوهر التكليف والأمانة التي منحها الله للإنسان، ولهذا خلق الله مخلوقه الإنسان ليتناسب مع ما حمله من مسئولية يحقق بها خلافته في تعمير الكون بالخير والحق والعمل الصالح ، ففطره على هيئة كريمة يستطيع أن يستخدمها للخير إن شاء وللشر إن أراد . وهذه الإرادة الحرة هي ميزة الإنسان التي إمتاز بها عن سائر الكائنات وعلى أساسها أمر الله الإنسان ونهاه وكلفه برعاية ما إسترعاه وجعله مسئولا عن جميع أعماله وأفعاله ، وصار الإنسان بهذه المنحة قابلا للهبوط إلى أسفل سافلين أو قادرا على الصعود إلى قمة الخلائق وبالتالي فالأمر التكليفي لا جبر فيه . وأما الأمر التكويني الذي يظهر في السنن الإلهية التي تحكم حركة الوجود ، وأن الطاعة أو المعصية لا تكون متعلقة بأمر التكوين ذلك أنه مما لا يتعلق به فعل الإنسان وأما المخالفة فتقع لأمر التكليف المبلغ للخلق على ألسنة الرسل والمبلغين. |