الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تزخر المتاحف المحلية والعالمية على السواء بالمنسوجات الأثرية والتاريخية التي تمثل إرثاً حضارياً وتراثاً ثقافياً شاهداً عدلاً على حضارات الماضي التليد، إرثاً يجب أن نحتاط أكثر للحفاظ عليه بسبب طبيعته العضوية، حيث تختلف المنسوجات الأثرية عن باقي مواد الآثار في طبيعة تكوينها وتركيبها وخواصها الفيزيائية والكيميائية والميكانيكية، وردود أفعالها تجاه عوامل التلف المختلفة، حيث تحظى الآثار غير العضوية بنصيب الأسد من قوة البنية ومتانة التكوين، ومن ثم قدرتها العالية نسبياً – مقارنة بالآثار العضوية - على مقاومة عوامل التلف المختلفة، وهنا تكمن أهمية البحث، حيث تأتي المنسوجات على رأس قائمة الآثار العضوية تأثراً بهذه العوامل نظراً لطبيعة المواد الداخلة في تكوينها. وقد شهدت طرق علاج وصيانة الآثار تطورات كثيرة بدءً من النصف الثاني من القرن العشرين، بحيث أصبح ترميم الآثار علماً قائماً بذاته في الوقت الذي يستند فيه إلى العلوم الطبيعية والكيميائية والبيولوجية وغيرها من جهة؛ وإلى الفنون وأساسيات الحرف اليدوية من جهة أخرى، وهنا تأتي أيضاً أهمية هذا البحث الذي يلقي الضوء بشيء من التفصيل على المصدر الرئيس والسبب المباشر في كل ما تعانيه الآثار بصفة عامة والمنسوجات بصفة خاصة؛ ألا وهو موضوع عوامل التلف الفيزيوكيميائية، وأهم طرق العلاج والوقاية، فما من أثر إلا ويتعرض للعديد من عوامل التلف الفيزيوكيميائية سواء قبل الكشف عنه أو أثناء عرضه أو تخزينه، لكنها تتفاوت من أثر لآخر تبعاً لظروفه وقوة تحمله، كما يسهم البحث في علاج وصيانة أحد المنسوجات الأثرية التالفة كجانب تطبيقي للبحث لا ينفك عنه ولا يمكن أن يكتمل البحث بدونه، وتلك أهمية قومية أخرى تتمتع بها كل الدراسات والأبحاث الخاصة بترميم الآثار بصفة عامة. |