الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد أصبحت أعمال الإدارة على درجة كبيرة من الاتساع والشمول والتعقيد، ويرجع ذلك إلى دور الدولة الذي لم يعد مقتصرا على مجرد إقامة العدل وترسيخ الأمن في الداخل وحماية حدود الدولة من الاعتداء الخارجي، بل إنه تجاوز ذلك إلى الحرص على المرافق العامة التقليدية والحديثة، وتدخلها في جل المجالات. فأدى ذلك إلى زيادة وتعدد الأضـرار الواقعـة على الأشخاص والأمـوال، الأمـر الذي أدى إلى ظـهور فكـرة المسـئولية الإداريـة من خـلال المشـرع والقضـاء بهـدف تعـويض المضـرور عن الأضـرار الناشـئة عن ممارسـة الإدارة نشاطـها المشـروع, غير أن فكـرة المسـئولية لم تتحـقق مـرة واحـدة، إنـما مـرت بمراحل متباينـة، ففي البداية لم تكن الإدارة لتسـأل في ظل السيادة المطلقـة للحاكم، والتي تختلط فيها شخصيـة الملك بشخـص الدولة, وظل مبدأ عدم المسـئولية القاعدة الراسخة لفترة طويلة من الزمن، ومع ظهـور بعض العوامل المختـلفة – كانتشـار الأفكار الاشـتراكية التي أدت إلى تعاظـم دور الدولة – بدأت فكرة المسـئولية في الظهـور تدريجيـا إلى أن أصبحت هذه الفكرة قائمـة في أغلب الأنظمـة القانونيـة المعاصـرة. |