الفهرس | Only 14 pages are availabe for public view |
Abstract أن الاستدلال على ذات الله وصفاته من الناحية الإسلامية،له جوانب كثيرة،تدور في الفطرة السليمة،والنقل الصحيح ،ثم ناتج العقل السليم،وأخيرا المستجدات العلمية متى كانت ثابتة فى نتائجها،يقينية من حيث دلائلها،وهو الدور الذى قام به النورسى وسعت هذه الرسالة لبيانه واستخلاصه بجانب الكشف عن مظاهره،ففى ذلك من الفوائد المعرفية والعلمية والنقدية بل والأخلاقية ما هو جدير بأن تقوم له تلك الدراسة.أن تناول العالم المحدد فى التراث الإسلامى بأنه ما سوى الله ،يفتح الباب واسعا لدراسة جزئيات العالم على نحو ما المشاهد والغائب ، من حيث الطبيعة والموضوع ثم المظاهر،وأخيرا مايترتب على قاعدة الإيمان بوجود الله –تعالى- وخلقه العالم ،أو ما يترتب على قاعدة الإنكار لوجود الله، ويتحول العالم إلى باحث عن صانع، وقد عزف النورسى على هذا الوتر الدقيق،فقدم ألحانا عذبة تشجى من يصغى إليها، وتأخذ بألباب من منها يقتربون . لقد جاء حديث النورسى عن الإنسان من خلال المظاهر الأساسية التى يعبر عنها الهيكل الجسمانى ( البدن ) بماله من جوارح ، سعى لاستنطاقها فى عالم الشهادة طبقا لما هو مسجل لها فى عالم الآخرة ، وهذا مما يحسب له، ويحمد فعله منه. أن الإنسان فى فكر النورسى روح وجسد،عقل ونفس وقلب ، وقد رأى الرجل أن التراث الإسلامى قد تناول هذه الجوانب من النواحى التفصيلية تارة ، والإجمالية أخرى بما يعيد كينونته، فأخذ الرجل علي عاتقه هذا المأخذ، بحيث يقدم الإنسان لذاته ، كأنه مرآة يرى ما بداخله ، ولعل رائده فى هذا عرفت ربى بربى، ولولا ربى ماعرفت ربى ،وأيضا عرفت نفسى بربي ؛ فنلت رضى نفسى ورضى ربى، والنورسى بهذا يضع الإنسان فى الإطار اللائق به ثم يستحث السير فى هذا الطريق حتى يبلغ أجمل غاياته، ومن ثم كانت الحاجة ماسة إلى دراسته. |