الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة أحد الموضوعات الهامة في تاريخ الفكر الفلسفي بصفة عامة والفلسفة القديمة بصفة خاصة وهو الأصول الفلسفية القديمة للمذهب البرجماتي فالبرجماتية تعد اتجاها معاصرا يعبر عن الحضارة الغربية فى كثير من جوانبها بالقدر الذى يعبر عن ثقافة مجتمع هو المجتمع الأمريكي، فمن ناحية كان المجتمع الأمريكي الناشئ بما يحمل فى داخله من ثقافات متعددة تمكن من صهرها في بوتقة واحدة طامحا الي صناعه مجتمع جديد علي نسق غير مسبوق يحمل في طياته احلام افراده التي تعاقدت ضمنيا فيما بينها علي انشاء هذا المجتمع. ولقد تمكن المجتمع الامريكي في فترة وجيزة من تحقيق هذا الحلم بدرجة كبيرة، ولم يعد أمامه إلا التعبير عن هذا الإنجاز الذي تحقق من خلال فلسفة تكشف عن عناصر هذا التحقيق وتكرس له، وكانت هذه الفلسفة هي البرجماتية أو العلمية والواقعية. اشتقت البرجماتية من اللفظ اليونانى pragma” ” بمعنى فعل ونشاط وعمل وهو تيار مثالى ذاتى فى الفلسفة الغربية، ويرى ان المنفعة العملية للمعارف مصدر لها ومعيار رئيسي لصحتها. وقد نشطت الحركة أو الفلسفات البرجماتية pragmatism” ”فى الفكر الأمريكي فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وخلال الربع الأول من القرن العشرين، وأصبحت سمة مميزة للحياة والثقافة الأمريكية، وقد فهم النقاد منها أنها حركة نقدية موجهة ضد الفلسفات الموروثة من أجل إرساء دعائم فكر أكثر إيجابية، وبهذا أصبحت البرجماتية هى الإسهام الأمريكي فى الفلسفة العالمية. وقد نشأت البرجماتية كمذهب عملى نفعى فى أمريكا مع بداية القرن العشرين والبواعث التى ساعدت على ظهور المذاهب العملية جميعا ”بما فيها البرجماتية ترجع إلى بواعث دينية فضلاً عن أرنست ماخ واثر فلسفة كانط العملية على بيرس، بالإضافة إلى تأثير علم النفس الحديث والذى أسهم فيه وليم جيمس بنصيب وافر. ويضاف إلى عوامل نشأة البرجماتية النظام الرأسمالى القائم على مبدأ المنافسة الفردية التى يرتبط بها العمل النافع. ويمثل البرجماتية ثلاثة أعلام، هم: ”تشارلز ساندرس بيرس (1839- 1914)C.S. Pierce ”، ”وليم جيمس (1842-1910) W. james”، و”جون ديوى (1859-1952) ”J .Dewey. ويعتبر” بيرس” المؤسس الأول للمذهب البرجماتي وذلك فى المقال الذى نشره بإحدى المجلات العلمية بعنوان، كيف نجعل أفكارنا واضحة. وكيف نوضح أفكارنا لأنفسنا، أوضح فيه أن معنى الفكرة إنما يتحدد بالقياس إلى آثارها في حياة الإنسان ،فليست معتقداتنا سوى قواعد للسلوك أو العمل وليس التفكير بأكمله سوى مرحلة أولى في سبيل تكوين عادات عقلية، وأن كل فكرة لا تؤدي إلى سلوك عملي في الواقع فهي فكرة محكوم عليها بالبطلان. |