الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص شهد الإقتصاد العالمي أزمة مالية حادة كان منبع حدوثها القطاع المالي الأمريكي وبالتحديد الإستثمارات المالية فيقطاع العقار،أدت هذه الأزمة إلى حدوث اختلالات إقتصادية كبيرة ليس فقط في الإقتصاد الأمريكي وإنما الإقتصاد العالمي ككل، ومن بين هذه الإختلالات نجد، إنتشار البطالة وإفلاس المؤسسات الكبرى كالبنوك وحدوث ركود وإنكماش في الإقتصاد العالمي.وتعتبر الأزمة المالية من أسوأ الأزمات التي مر بها الإقتصاد العالمي منذ الكساد العظيم، بل وتعتبر الأخطر في تاريخ الأزمات المالية، خاصةً بعدما ثبت عجز النظام الإقتصادي العالمي عن احتوائها والتخفيف من آثارها بشكل سريع وفعال، إذ أنه لم يكف لحلها حتى الآن جميع التعديلات الهيكلية التي حدثت في بنية النظام الرأسمالي وتخليه عن أهم مبادئه، وتأتي خطورة هذه الأزمة من أنها انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية ذات الإقتصاد الأكبر على مستوى العالم، إذ يبلغ ناتجها المحلي حوالي 18 تريليون دولار، وهو ما يشكل أكثر من 17% من الناتج المحلي العالمي. وتشكل وارداتها حوالي 14.35% من إجمالي واردات العالم كما تشكل صادراتها حوالي 8.4% من إجمالي صادرات العالم. ولقد أعادت الإنهيارات الكبيرة في الأسواق المالية بفعل الأزمة المالية العالمية إلى الأذهان كتابات كارل ماركس عن الرأسمالية، كما ان هذه الإنهيارات قد دفعت الكثيـرين إلى القول بان مبادئ الفكر الرأسمالي أظهرت أنها غير قادرة على الصمود الكافي أمامالهزات والأزمات المالية القوية.ونجد أنه قد وقع في النظام الرأسمالي العالمي منذ عام 1970 ما لا يقل عن 124 أزمة مالية بدرجات مختلفة من القوة, ويبدو أن أغلب الباحثين والإقتصاديين لم ينجحوا في التنبؤ بهذه الأزمة المالية العالمية بدرجة كافية، ولم يتوقعوا أن تقع هذه الأزمة بهذا الحجم الكارثي، وأن تتسبب بهذا الإنهيار الهائل في الأسواق المالية العالمية، وقد وقف كثـير من المحللين والباحثين والإقتصاديين والماليينأمامإعصار الأزمة المالية العالمية غير قادرين على تقديم الحلول الناجحة القادرة على وقف الآثار الكارثية لهذه الأزمة المالية. |