الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فقد منَّ الله تعالى على هذه الأمة بجمهرة كبيرة من العلماء الأعلام في القرون الهجرية المباركة الأولى ، فقاموا بوضع الأسس المتينة لبناء صرح العلم والحضارة الذي قام لهذه الأمة على نحو لم يسبق له مثيل عند باقي الأمم الراقية ذوات الشأن في هذا العالم الكبير المترامي الأطراف ، فغدت حواضر المسلمين الكبرى في تلك الأيام ، كالمدينة المنورة ومكة المكرمة والكوفة والبصرة وبغداد ودمشق وبيت المقدس والقاهرة وقرطبة والقيروان وسواها مقصد طلبة العلم من كل حدب وصوب، يأخذون العلم عن رجالاتها الأفذاذ ويحصّلون مختلف صنوف العلم حتى إن كل حاضرة من تلك الحواضر التي أتينا على ذكرها ، كانت تضم حلقات كثيرة لا تحصيها الأرقام عداً، فواحدة لعلوم القرآن وثانية لعلوم الحديث النبوي الشريف وثالثة لعلوم الفقه واستنباط الأحكام من الكتاب والسنة النبوية المطهرة ورابعة لعلوم العربية وما يتصل بها وأخرى لدراسة التاريخ وأحوال الرجال، وغير ذلك من الحلقات الأخرى الكثيرة ، ومواطن تلك الحلقات جميعها كانت المساجد التي أذن الله لها أن ترفع ويذكر فيها اسمه. |