Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نظام مقترح لتقويم شامل جديد لتلاميذ المرحلة الابتدائية
بمصر في ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة
/
المؤلف
أبو الليل، سلطنة عبد المحسن محمد.
هيئة الاعداد
باحث / سلطنة عبد المحسن محمد أبو الليل
مشرف / عبد المنعم محمد محمد عبد الله
مشرف / سهـــــام يســــن أحمــــد
الموضوع
التعليم الابتدائي. مصر.
تاريخ النشر
2019
عدد الصفحات
250 ص :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
الناشر
تاريخ الإجازة
25/12/2018
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - اصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 270

from 270

المستخلص

للتعليم دور أساسي في عملية التنمية الشاملة، وهذا يجعل المجتمعات تعمل بصورة مستمرة ومتواصلة على مراجعة الأنظمة التعليمية وإدخال تحسينات عليها وعلى مناهجها الدراسية، وهناك العديد من الدول تتبني صيغ تعليمية جديدة للتعليم للخروج من نظم التعليم ذات الإطار التقليدي إلى إطار تربوي يركز على المتعلم واحتياجاته ومراعاة فروقه الفردية ومراعاة خصائصه ومهاراته واتجاهاته التي يحتاج إليها في الحياة والعمل والتعليم.
لذلك فهناك حاجة ماسة إلى استخدام استراتيجيات وأساليب متنوعة يعطي من خلالها الفرصة لمشاركة المتعلم الإيجابية في عملية التعليم لتحقيق المزيد من الأهداف التربوية من أجل تحقيق أهداف المنظومة، وذلك يتحقق من خلال توفير وتهيئة بيئة تعليمية تزود المتعلمين بمصادر التعليم؛ ولتوفير هذه البيئة ينبغي التركيز على استخدام استراتيجيات تدريسية تختلف عن الطريقة التقليدية.
ولا يستطيع أي مجتمع تحقيق أهداف التنمية الشاملة ومواجهة متطلبات المستقبل إلا بالمعرفة والثقافة وامتلاك كل مقومات التنمية بما يتفق مع متطلبات الواقع واحتياجات المستقبل في ظل التطورات العلمية وامتلاك التكنولوجيا المتغيرة بصفة مستمرة، وذلك أدى إلى ظهور حركة إصلاح جديدة تستند إلى تقويم أداء التلميذ تقويمًا شاملاً.
فالتقويم التربوي الشامل يؤدي دورًا مهمًا في العملية التعليمية، فهو جزء لا يتجزأ منها، فسياسة نظام التقويم وأساليبه من المعايير الهامة للحكم على مستوى جودة المنتج التعليمي.
قامت وزارة التربية والتعليم بتطوير منظومة التقويم في مرحلة التعليم الأساسي إلى نظام تقويمي يشمل جميع جوانب التلميذ المعرفية والمهارية والوجدانية؛ حيث تم تجريب هذا النظام في العام الدراسي 2003/ 2004 على الصفوف الخمسة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي في عينة تمثل (30%) من مدارس الجمهورية، تم تعميم هذا النظام على الصفوف الثلاثة الأولى في جميع مدارس الجمهورية في العام الدراسي 2005/2006 بالقرار الوزاري رقم 255 لسنة 2005، وتطبيق نظام التقويم الشامل على الصف الرابع الابتدائي في جميع مدارس الجمهورية بالقرار الوزاري رقم 278 لسنة 2007، وتعميم تطبيق النظام على الصف الخامس الابتدائي في جميع مدارس الجمهورية بالقرار الوزاري رقم 240 لسنة 2008، ثم القرار الوزاري رقم 219 بتاريخ 2/9/2009 بشأن تطبيق نظام التقويم التربوي الشامل على جميع صفوف الحلقة الابتدائية من الأول حتى السادس في جميع مدارس الجمهورية.
مشكلة الدراسة:
التقويم الشامل عملية متعددة الأغراض تهدف إلى تحسين العملية التعليمية (فلسفة، أهداف، إدارة) من خلال التعرف على المردود التعليمي مقارنًا بتوقعات المجتمع من العملية التعليمية في صورتها الكلية، ولأن التقويم في صورته التقليدية لم يحقق طموحات المجتمعات في إنتاج القوى البشرية القادرة على مواجهة التحديات العالمية؛ لذلك لجأت المجتمعات المتقدمة والأخذة في التقدم في البحث عن أساليب جديدة تُسهم بفاعلية في إعادة تشكيل العقول من خلال إحداث تغيرات جوهرية شاملة في نظم التعليم بصفة عامة ونظم التقويم التربوي بصفة خاصة؛ مما يجعل الطالب أكثر قدرة على التكيف مع تحديات العصر.
قد عان تطبيق التقويم الشامل في جمهورية مصر العربية من الكثير من المعوقات التي ترتب عليها الكثير من السلبيات، والتي حالت دون تحقيق الأهداف التربوية المرجوة منها، وكان من أبرزها عدم شمولية مهارات التقويم الشامل للجوانب السلوكية والأنشطة غير الصفية، عدم وجود آلية موحدة توضح كيفية تنفيذ التقويم الشامل، عدم تدريب المديرين على التقويم الشامل، ضعف دور الإعلام التربوي، تمسك المعلمين بالأساليب التقليدية في التقويم.
كما أن المتغيرات المجتمعية سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو تكنولوجية وثقافية فلها دور واضح في ضرورة إحداث تغير في نظم التعليم والإسهام في صياغة الاستراتيجيات التعليمية؛ لأن التعليم يساعد على إيجاد الحلول لمشاكل المجتمع.
وهذا يتطلب تطبيق نظام جديد للتعليم يكون بمثابة حلاً لكثير من المشكلات المتعلقة بالتعليم والمرتبطة بها المشكلات المجتمعية.
ومن هنا تتلخص مشكلة الدراسة في معالجة معوقات التقويم الشامل التي يواجه تطبيق التقويم الشامل بمصر في ضوء المتغيرات المجتمعية التي يواجهها المجتمع المصري وانعكاساتها على التعليم الابتدائي بمصر.
وفي ضوء ما سبق يمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي الآتي:
ما النظام المقترح لتقويم شامل جديد لتلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمصر في ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة؟
ويتفرع منه التساؤلات التالية:
(1) ما التقويم الشامل؟ فلسفته، وأهدافه، وأهميته، وأساليبه، وأسسه، ووظائفه، وأهم مبادئه ومعاييره؟
(2) ما المتغيرات المجتمعية التي يواجهها المجتمع المصري، وما انعكاساتها على التقويم الشامل بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي؟
(3) ما النظام المقترح لنظام لتقويم شامل جديد لتلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمصر؟
أهداف الدراسة:
تسعي الدراسة الحالية إلى:
(1) التعرف على التقويم الشامل(فلسفته، وأهدافه، وأهميته، وأساليبه، وأسسه، ووظائفه، وأهم مبادئه ومعاييره).
(2) التعرف على المتغيرات المجتمعية التي يواجهها المجتمع المصري، وما انعكاساتها على التقويم الشامل بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي.
(3) تقديم نظام مقترح لنظام لتقويم شامل جديد لتلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بمصر.

منهج وأدوات الدراسة:
(‌أ) منهج الدراسة:
استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، فهو عادة يشتمل على دراسة الظاهرة وبيان خصائصها وحجمها، وهذا لا يعني أنه يقتصر على ذلك فقط، بل يمتد إلى جمع المعلومات وتحليلها، واستنباط الاستنتاجات؛ لتكون أساسًا لتفسيرها وتوجيهها( ).
كما أن هذا المنهج يتطلب جمع البيانات حول الظاهرة محل الدراسة وفق الملاحظة والمشاهدة، وإجراء مسوحات ميدانية، والتي تعتمد بدرجة كبيرة على اختيار عينات مناسبة بمختلف أنواعها( ).
(‌ب) أدوات الدراسة:
استخدمت الدراسة استبانة طُبقت على القائمين بالعمل في مديريات وإدارات التربية والتعليم – والمدارس الابتدائية من (مديرين – معلمين – موجهين – أخصائيين نفسي واجتماعي) للتعرف على أهداف نظام التقويم الشامل، والمعوقات التي حالت دون تحقيق التقويم الشامل لأهدافه، ومقترحات للتغلب على معوقات نجاح نظام التقويم الشامل بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي.
(‌ج) عينة الدراسة:
تم تطبيق الاستبانة على عينة مكونة من (500) مفردة تحتوى على (400) معلمًا ومعلمة، (50) مديرًا، (25) موجه، (25) أخصائي نفسي واجتماعي الذين عاصروا تطبيق نظام التقويم الشامل على تلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي.
(‌د) حدود الدراسة:
(1) الحدود المكانية: سوف تقتصر الدراسة على إدارة ومديريات التربية والتعليم – المدارس الابتدائية بمحافظة بني سويف؛ وذلك لأنها دراسة تخدم العملية التعليمية فما ينطبق على المحافظة يتم تطبيقه على باقي محافظات الجمهورية.
(2) الحدود البشرية: سوف تقتصر الدراسة على عينة من القائمين بالعمل في هذه الإدارات والمديريات التعليمية ببني سويف في المدارس الابتدائية من (مديرين – معلمين – موجهين – أخصائيين نفسي واجتماعي).
(3) الحدود الميدانية: تم تطبيق الدراسة خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2016/2017.
أهم نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج:
 بالنسبة للمحور الأول: والمتمثل في مدى تحقيق أهداف نظام التقويم الشامل:
فكانت أكثر الأهداف تحققًا في (تشجيع التلاميذ على العمل التعاوني، إزالة رهبة الامتحانات وعدم التقيد بنظام الفرصة الواحدة، تدريب التلاميذ على حب واحترام العمل، صياغة الأهداف السلوكية لما يتناسب مع مستويات المتعلمين، اكتشاف ورعاية وتشجيع المواهب، يحفز المتعلم على التعلم، توثيق الصلة بين التلاميذ والمعلمين وإدارة المدرسة والمجتمع، يراعي الفروق الفردية لدى المتعلمين، يعمل على تحديد المستوى التحصيلي للمتعلمين في نهاية المدة الدراسية، تفعيل دور المنهج الدراسي في خدمة الفرد والمجتمع).
 بالنسبة للمحور الثاني: والمتمثل في المعوقات التي حالت دون تحقيق نظام التقويم الشامل لأهدافه:
- كانت أكثر المعوقات التي تتعلق بالمعلم تأثيرًا في (ارتفاع كثافة الفصول، كثرة الأعباء التدريسية والإدارية على المعلم، نقص تدريب المعلمين على نظام التقويم الشامل، ضعف ملائمة الخطة الزمنية للمقررات مع المحتوى التدريسي).
- كانت أكثر المعوقات التي تتعلق بالمناهج الدراسية تأثيرًا في (اهتمام المنهج الدراسي بالجانب النظري وإهمال الجانب التطبيقي، تكدس المناهج بالكثير من الموضوعات مما يؤدي إلى ضياع الوقت والجهد، ضعف ملائمة محتوى المنهج لميول وحاجات الطلاب).
- كانت أكثر المعوقات التي تتعلق بالمدرسة تأثيرًا في (نقص الامكانات والموارد المتاحة ومصادر التعلم المختلفة، قلة وجود أماكن بالمدرسة لحفظ ملفات التلاميذ، وجود عدد من المدارس تضم أكثر من فترة دراسية).
- كانت أكثر المعوقات التي تتعلق المتعلم تأثيرًا في (قلة معرفة التلاميذ بالإجراءات التي يجب إتباعها في عمل ملفات التقويم، ميل التلاميذ للحفظ، زيادة الأعباء المدرسية الملقاة على التلميذ ”الأنشطة، الواجبات”).
 بالنسبة للمحور الثالث: والمتمثل في مقترحات للتغلب على معوقات نجاح نظام التقويم الشامل للمرحلة الابتدائية:
فكانت أكثر المقترحات أهمية متمثلة في (التأكيد على مراعاة المناهج الدراسية للمراحل العمرية للتلاميذ، مراعاة التخصص في التدريس عند توزيع المواد الدراسية، التأكيد على مراعاة المناهج الدراسية للفروق الفردية للتلاميذ، توزيع الحوافز على المعلمين وفق الأعباء والجهود التدريسية، الربط الفعلي بين حضور التلاميذ وحصولهم على درجات الأنشطة، توعية أولياء الأمور بأهداف نظام التقويم الشامل من خلال مجلس الأمناء وعمل ندوات لهم، استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة في تطبيق التقويم الشامل بالمدارس، عمل دورات تدريبية للمعلمين والمديرين على نظام التقويم الشامل، ربط محتوى المنهج الدراسي لاحتياجات ومتطلبات سوق العمل، مراعاة التوازن بين حجم المناهج والفترات الزمنية المخصصة للتدريس، العناية بالجانب التطبيقي الذي يتم فيه التأكد من تمكن التلميذ من المهارة أو المعرفة المطلوبة.
وفيما يلي شكل تخطيطي يوضح ملامح التصور المقترح لنظام تقويم شامل جديد لتلاميذ المرحلة الابتدائية بمصر في محافظة بني سويف من خلال فلسفة ومرتكزات، أهداف، معوقات وإجراءات وآليات التنفيذ.