الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص للدكتور/ أحمد محمود صبحي باعٌ كبير وأثرٌ ملحوظ في شتَّى مجالات الفكر الإسلامي؛ لكن استحوذَ عِلم الكلام والفرق والمذاهب الإسلامية منه على اهتمامٍ بالغ وخاص، وبالأحرى فِرق المُعتزِلة والأشاعرة والزيدية، فضلًا عن الشيعة الإمامية (الاثني عشرية) وموقفه من عقيدة الإمامة بوصفها أهمّ عقائدهم؛ لذا اتَّجه الباحث إلى قصْر حديثه وتخصيصه بدراسة موقفه النقدي من عِلم الكلام تحديدًا، وإسقاطِه على الفِرق الإسلامية التي خصَّها بدراساته الكلامية –كالمعتزلة، والأشاعرة، والزيدية، والإمامية. ومثلما عارض د/ صبحي الأشاعرة، فقد عارض الإمامية أيضًا في مسائل عدَّة –كالقول بالنصّ الجليّ في إمامة عليّ بن أبي طالب، وعِصمة الأئمة ومُوازاتِهم الأنبياء في عِلمهم إنْ لم يزيدو عنهم، وإنكاره عليهم سبِّ الصحابة والتشنيع عليهم؛ بينما وافقهم في أفضليَّة الإمام عليّ وأحقِّيته بالخلافة عمَّن سبقه ، واعتقد د/ صبحي بأنّ إمامة الإمام عليّ حقّ وفقًا لمنطق العقل وبالشواهد والأمارات، وليس النصّ الجليّ؛ لذلك أتَى بفرضيّات انتهي منها كلها إلى أنها باطلة، لأنها قائمة على ثبوت النصّ، ولو ثبت، لاختلف المسلمون واختلطت عليهم عقيدتهم. وكان منهج التقريب والتوفيق بين السنة والشيعة عند د/ صبحي هو السِمة البارزة في منهجه عمومًا؛ فكثيرًا ما كان يحاول التماس المُبرِّرات والقرائن لمواقف الشيعة المختلفة والمُخالفة لما عليه أهل السنة، وفي الوقت ذاته يتحامل على أهل السنة بتسفيه مواقفهم والتغاضي عن كثير من ردودهم وأدلّتهم، وإن بلغت من القوة والحُجِّية مبلغًا، فضلًا عن تحميلهم مسئولية التقصير في التقارب والتوافق مع الشيعة وبين المذاهب. وقد نحى د/ صبحي في نقد الإمامية إلى الاستدلال بالقرآن الكريم، فيردّ عليهم في مسألة أسماء الله تعالى –مثلًا- بأنه لا يرتضي قولهم من تسمية الله تعالى بأسماء لم ترِد في الشرع -مستندًا للقرآن الكريم، كما يرفض قول الشيعة بأن عِلم الإمام مثل عِلم النبيّ وأفضل منه -مستخدمًا في نقد قولهم أيضًا القرآن الكريم، ويلي الاستدلال بالقرآن الكريم استخدامه للمنهج التاريخي، وذلك حين نالوا من الصحابة الكرام بالطعن والسبّ. |