الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي هو أحد تلاميذ الإمام ”أبو الحسن الأشعري” الذي ارتبط في خواطرنا وأذهاننا بالثورة علي التيار الاعتزالي ، ومعه التطرف العقلي ، بل والتطرف عموما في أي اتجاه.ويعتبر ابن خفيف أشعري المنهج متمسكا بما جاء عن السلف الصالح موافقا لأهل السنة والجماعة ، فقد شهد بسلامة معتقدهم وصحة إيمانهم وفضلهم على غيرهم من الناس، خاصة الخلفاء الراشدين، اعتمد ابن خفيف رحمة الله على المصادر المعتبرة عند أهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة ألا وهي الكتاب والسنة والإجماع، وهذا ظاهر من أقواله التي بين أيدينا، وقد اشتهر عنه عند أقرانه، تمسكه بالكتاب والسنة.عن حقيقة النبوة عند ابن خفيف اتضح أنها منحة ومنة من الله تعالى ، يختص بها من يشاء من عباده على وفق إرادته سبحانه وتعالى، ليقيم بتبليغ ما يوحى إليه ، وأن الأنبياء والرسل عند ابن خفيف أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء ولا رسلاً ، وقد دلت الآثار من القرآن الكريم والسنة النبوة المطهرة على ذلك، أو حتى من ناحية العقل فإنه لا يتصور وصول الولي إلى رتبة الرسول. ويرى أن معجزات الأنبياء والرسل الحسية قد وقعت بالفعل، ورآها الناس وقت وقوعها، وشهدوا على صحة نبوة النبي وقت ذلك. تمتاز المعجزة عن غيرها من خوارق العادات أنها ليست من عمل النبي وكسبه، إنما هي خلق محض من الله على خلاف سننه في الكائنات.ومن أهم النتائج يجب الاهتمام بدراسة التراث وبحث القضايا الفكرية والعلمية المطروحة على الساحة , والتي تمس قضايا العقيدة من قريب أو بعيد وتطويعها في خدمة العقيدة ، وترجمتها إلى لغات كثيرة وتداولها حتى يعود النفع الكامل ، وكذلك تربية المسلمين عقيدة ومنهجاً صحيحاً ، وتنمية قدراتهم الثقافية اللازمة لتحمل تبعات تحقيق كل الأهداف ، ويجب الدعوة إلى دراسة التصوف وأعلامه بحرص وموضوعية شديدين ، كما أوصي بالمزيد من الدراسات والبحوث التي تتعلق بشيوخ الصوفية الأوائل أمثال ابن خفيف وغيره من المتقدمين ، بهدف استجلاء الحقيقة، ودعوة الصوفية المعاصرين إلى ضرورة الاقتداء بمن كان منهم على نهج الكتاب والسنة النبوية المطهرة. |