الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة مميزات العمارة الرومانية المدنية فى ولايتى إسبانيا وبلاد الغال خلال الثلاثة قرون الأولى للميلاد حيث تنتمى كل من ولايتى إسبانيا والغال إلى مجموعة الولايات الغربية من الإمبراطورية الرومانية ، وهى ولايات وإن كانت بها مقومات حضارية سابقة للاستعمار الرومانى ، إلا أن السيطرة الرومانية عليها فى أواخر العصر الجمهوري وخلال القرون الثلاثة من عصر الإمبراطورية أدت إلى تغيير جذرى فى المظهر الحضارى لكل من الولايتين خاصة فى المجال المعمارى وبالذات فى العمارة المدنية مثل المسارح ودور المجالدة والأسواق العامة وما يرتبط بها من مبانى ، فضلا عن الأقواس والكبارى الحاملة لقنوات مياه الشرب والمنازل والفيلات . كل هذا التنوع من العمارة المدنية فى كل من الولايتين لم يحظ حتى الآن بما يستحق من الدراسات العلمية التي كان من الممكن أن توضح مدى التطابق أوالإختلاف بين هذه المبانى المعمارية فى هاتين الولايتين وبين نظيرتها في إيطاليا ذاتها . خلال تلك الفترة أقيم العديد من المبانى ذات النفع العام فى إسبانيا والتى يطلق عليها اصطلاحا العمارة المدنية وبالرغم من ذلك تكاد تقتصر معلوماتنا عنها ما جاء فى وصف الجغرافيين والرحالة العرب لهذه الآثار أكثر من أى مكان آخر فى الإمبراطورية نظراً لخضوع اسبانيا للحكم الإسلامى . لذلك فإن الحاجة للدراسة المتأنية لما تبقى من آثار هذه الولاية خلال الفترة الزمنية المقترحة لموضوع هذه الرسالة جدير ببذل الجهد لتقويم حضارة إسبانيا فى جانبها المعمارى . أما ولاية بلاد الغال فهى بكل تقسيماتها تعتبر من أثرى الولايات الغربية بمظاهر عمارتها خاصة المدنية منها ، إلا أن هذه العمارة لم تأخذ حقها من الدراسة إذ اقتصرت الدراسات السابقة على الإهتمام بدراسة مبنى معين مثل مسرح أو مبنى مجالدة ،أو عمل حفائر لمعرفة خصائص المنازل والفيلات ، ولذلك فإن الموضوع المقترح لهذه الرسالة أى مميزات العمارة المدينة في هذه الولاية لاشك وأنه سيعطى صورة متكاملة عن هذه العمارة ، ولا تقتصر أهمية الموضوع على هذا الجانب وإنما سيتركز الإهتمام أيضا بالدراسة المقارنة بين العمارة المدنية لولاية الغال وتلك فى ولاية إسبانيا ثم مع روما وإيطاليا من جانب آخر . |