الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تلك كانت رحلة طوفنا فيها مع صورة المرأة بين البهاء زهير والعباس ابن الأحنف، فيا لها من رحلة زاخرة بالمشاعر الإنسانية، والعواطف الجياشة، والانفعالات الصادقة، والصور الفنية المعبرة الموحية. وبالدراسة الموضوعية لصورة المرأة بين البهاء زهير والعباس بن الأحنف توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، هي: جاء شعر الشاعرين متأثرًا بذوق عصره، معبرًا عن بيئته، فعبر البهاء زهير عن ذوقه الحضري بينما جمع العباس بن الأحنف بين أحاسيس البداوة وطهر العذرية، فابتعد الشاعران كلاهما عن حوشي اللفظ وغريبه، واقترب شعرهما من لغة الحياة اليومية، فجمع كلاهما طرفي الإجادة في القول، واستعملا المعاني المطروحة في عصرهما، وأضافا إليها معاني جديدة مبتكرة. أمدتهما صور الحياة الطبيعية والاجتماعية الجديدة بصور جديدة لم تكن مألوفة مثل الوصف بالورد والتفاح والياسمين وغيرها، فتم استغلال هذه الصور لنسج معنى الإحساس، وذلك من خلال الطبيعة ومظاهرها والتوسل بطائر القطا والظبي والغزال، وكانت تلك من العوامل التي استدعت التذكر بالمحبوبة وساعدت على استحضار صورتها وطيف خيالها، أما الغراب فقد اقترن ذكره ورؤيته بالبين وما ينتج عنه من ألم. وُجدت كثير من الألفاظ التي دلت على رقي المجتمع في التعامل مع المرأة تمثلت في (مولاتي – سيدتي – عسلي – سكري – أميرتي). سيطرت لغة الحوار مع المحبوبة في محاولة كل شاعر لمناجاتها، وأضفت أشكالًا مبتكرة معتمدة على الحوار الذي كان على قدر كبير من الرقي والتنمق الأسلوبي الذي لا إسهاب فيه. |