Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الصورة الفنية فى شعر الشريف العقيلى :
المؤلف
الشويحى، رويدا حسن عبدالله عبدالله.
هيئة الاعداد
باحث / رويدا حسن عبدالله عبدالله الشويحى
مشرف / سمير السعيد حسون
مناقش / مختار عطيه عبدالعزيز عمران
مناقش / جمال عبدالحميد زاهر
الموضوع
الادب العربي - تاريخ ونقد. الشعر العربي - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
462 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وآدابها.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 462

from 462

المستخلص

امتلك العقيلي موهبة وثقافة شعرية كبيرة كان لها الأثر البالغ في شعره، فأصبح من أبرز الشعراء في عصره، وأكثرهم إجادة في فنون الشعر المختلفة، وقد اعترف له بذلك محقق ديوانه قائلًا:” ويعد في المقارنة بشعراء زمنه ومن تلاهم أصدقهم قريحة وأقربهم من الطبيعة وأكثرهم افتنانًا بالوصف والتصوير، وأعجبت بصدق شعوره، وشفوف طبعه واعتزازه بكرامته عن نصاعة شعره وأناقة صوغه”( ). غير أن إجادته تلك قد تفاوتت في ميزان الجودة؛ إذ تعرض الشاعر للنقد، وقد يكون النقد في كثير من الأحيان لمصلحة الأديب توجيهًا وتهذيبًا وترميم فكرة وتصويب اتجاه، ومن أشهر الذين تعرضوا لأعمال العقيلي الأدبية الصفدي؛ إذ نجده ينتقد المزدوجة نقدًا فنيًا، فيقول:” في هذه المزدوجة ألفاظ لا يجوز استعمالها عند الفصحاء تظهر لذوي الألباب”( )، ولكن هناك رأي مخالف لما رآه الصفدي يقول:” في شعره إلى جانب جزالته وقوة بيانه، دقة التعبير والاعتناء التام بانتقاء الكلمات واختيار الألفاظ على أنها واضحة المعنى جلية القصد، تطابق ما أريد بها، ظاهرة المدلول، ليس فيها ما تمجه الطباع السليمة أو تستهجنه الأذواق من تنافر أو بعد عن المراد... كل ذلك في رصانة ومتانة ودون تكلف أو تصنع في محسناته اللفظية والمعنوية” ( )، بينما رأي شوقي ضيف أن العقيلي” كان يتصنع كثيرًا للجناس والطباق، كما كان يتصنع في صوره وأخيلته”( ). ولكن لا يمكننا إغفال أن شعر الديوان قد امتاز من الوجهة الفنية بجمال النظم، وجزالة اللفظ، وحسن السبك والديباجة، ودقة التصوير والبعد عن الركاكة إلا فيما راح يقلد به كلام العامة استتمامًا للمرح والفكاهة، كما تميز بالتشبيهات الجيدة وكثرة الاستعارات، ويؤكد عبد العزيز العندليب على براعة الشاعر، فيقول:” فما اسـخليوس اليوناني(525- 456ق.م) في قوة خياله وعمق عاطفته ومتانة أسلوبه وروعة فنه بأجود قولًا ولا أحسن بيانًا من شاعرنا العظيم هذا الذي نؤرخ له ونكتب عنه”( ). بالرغم من نقد الصفدي لأرجوزة الشاعر، إلا إنه لم يغفل براعته في فنون البلاغة وقد شهد له بذلك وهو يورد نماذج من شعره قائلًا:” أما أنا فما رأيت أحدًا من شعراء المتقدمين من أجاد الاستعارة مثله، ولا أكثر من استعاراته اللائقة الصحيحة التخيُّل”( )، على أن” الميزة الموضوعية التي كانت من نصيب الشاعر المطبوع هي تعشُّق الطبيعة والهيام في مظاهرها وألوانها وعكس صورها الضاحكة المشرقة في شعره وحياته ولهجته حتى غنيت ألفاظه بمعانيها وصفاتها وحركاتها وظهر على قصيده فنها وبهجتها وكادت تكون بعض مقطوعاته تراتيل ابتهالية للطبيعة التي أحبها وضحك للحياة من أجلها، فإذا استرسل في مباهجها ونعيمها رأيته يرتد بعد قليل إلى حقيقة الدنيا والمجتمع وما يضطرب فيهما من شرور ومآثم فيرجع إلى نفسه بما يشبه الندامة والزهد، ويأخذ بأسباب الجد وإرسال الموعظة في أبيات يلحقها بأكثر شعره”( ) هذا ويبدو لنا أن تمكُّن الشاعر من فنه، وسليقته الفطرية ومعرفته البارعة في الشعر جعلوا من فنه بابًا موصدًا أمام النقاد على قلتهم؛ إذ لم يعيبوا شعره بالدرجة التي عابوا بها غيره من الشعراء، ولم يتحدثوا عن شاعريته إلا بكل إعجاب وتقدير. وقد يؤخذ على الشاعر قلة تناول الأوائل لترجمة حياته ووصف بيئته وسجاياه؛ لإغفاله حوادث زمنه وتجافيه عن كبرائه وحكامه وتصوير المجتمع، فيدافع عنه المحاسني قائلًا:” هذا هو الشاعر الملهم الذي نظم الشعر على طبيعته فخالف سنة الشعراء الذين عاصرهم إذ كان أغلبهم خاضعًا للملق والتكسب فتجافى عن أن ينزل إلى مطامعهم وهو الغني بذاته وأدبه وماله عن الحكام والخلفاء، ولئن لم يعكس بشعره أطوار المجتمع بصورها المختلفة، فيحسبه أن يعكس صور حياته الخاصة التي نجد فيها منازع التفرد في عصره فهو بحق شاعر مترف، غنَّى على قيثار نفسه ليطرب روحه، ويؤنس عمره، ولم يسلم على اعتزاله وانصرافه عن المجتمع من حسد وتمرُّد اللئام.