الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص المستخلص يندرج موضوع الفقر الذي- يعد من أشد البلايا وقعاً على المجتمع – ضمن الدراسات الاقتصادية و الاجتماعية ، لذلك فإن الاهتمام بالفقراء والمساكين من القضايا الهامة التي شهدتها بلاد الأندلس، لذا حاولنا تسليط الضوء على ظروف هذه الطبقات المهمشة الضعيفة، والعوامل التي ساعدت في انتشاره كالاضطرابات والحروب سواء داخلية أو خارجية بين الدولة الأموية والخارجين عليها، أو في عصر ملوك الطوائف بسبب صراعاتهم مع بعضهم البعض، بجانب خطر النصارى الذين استغلوا الأمر لصالحهم. ولاريب فقد عاد ذلك بالسلب على الرعية، فبجانب معاناتهم من الحروب وما أحدثته من إفقار للمجالات المختلفة من زراعة، وصناعة، وعمران، وغيره، فإنهم كانوا السبيل أيضا لدفع الإتاوات للنصارى الأسبان، ففرضت عليهم السياسات المالية الجائرة وصودرت أموالهم فكلها عوامل كفيلة لتوريث الفقر، فظهر نتيجة ذلك شرائح من الفقراء في الأندلس الإسلامي خلال فترة البحث،وقد شملت تلك الشرائح أهل البطالة والسوال وأصحاب الدخل البسيط التي لم تساعدهم على سد احتياجاتهم الأساسية من ملبس ومأكل وغيرها من مطالب الحياة بشكل عام.وبطبيعة الحال كان بديهياً أن تظهر كثير من الآثار السياسية أو الاجتماعية مثلت في الثورات التى قامت ضد الجوع والفقر وغلاء الأسعار،ناهيك عن بعض الانحرافات الاجتماعية التي برزت في أختلاس الأموال أو السرقة أو التسول،بالإضافة إلى مشكلات أخرى جاء على رأس الخلافات الزوجية ،وتأخر سن الزواج ،والبطالة، والهجرة. ولاريب فقد صاغت كل تلك المشكلات الحياة اليومية لشرائح الفقراء،كما أثرت على مستواهم الثقافي وذهنياتهم ،ودفعتهم فى أحيان أخرى إلى انتهاج سلوك التكافل والتآزر الاجتماعى،الذى أسهم فيه أيضاَ السلطات الحاكمة وفئات العلماء والفقهاء والزهاد والمتصوفة؛ بغية رفع المعاناة عن تلك الشرائح الفقيرة. |