الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعدّ الاتصال عملية معقدة لنشاط أنساني تختلف أن واعه ومستوياته لتشمل الفرد والجماعة والمجتمع، فضلاً عن الاختلاف في مضمونه والقدرة على فهمه باختلاف عوامل عديدة، وتختلف أيضاً الوسائل المستخدمة في الاتصال والإعلام بين أفراد الجمهور، فهي لها القدرة على أن تنقل رسائل إلى جمهور واسع غير متجانس ومتنوع الاتجاهات والثقافات والمستويات في آن واحد، فهي تقدم معلومات ومضامين متنوعة وبأشكال مختلفة( ). ويهدف القائم بالاتصال (المصدر) إرسال رسائله إلى الجمهور ومن ثم التأثير فيه، حيث يعتمد الاتصال على كل من المصدر والمستقبل ويتطلب أحدهما الآخر ويؤثر فيه، وأن استقبال الجمهور للوسيلة الاتصالية المتضمنة الرسالة يعرف بالتعرض، فهو يعبر عن اكتمال العملية الاتصالية، كما يعبر أيضاً عن الاستجابة النسبية للرسالة والاهتمام بها من الجمهور، فضلاً عن أنه يعبر عن حدوث الصلة بين رسائل ووسائل الاتصال الجماهيري من جهة والجمهور من جهة أخرى( ). إن التعرض يمثل حلقة أساسية ورئيسة من حلقات اكتمال العملية الاتصالية، بل يمثل أخطر تلك الحلقات وأكثرها أهمية، لأن أهداف أي نشاط اتصالي لا يتحقق ما لم يكن هناك من يستقبل الرسائل الاتصالية أي وصولها إلى الجمهور( ). ويرى المهتمون والخبراء في مجال الا تصال اختيار الجمهور للرسائل التي يتعرض لها يتوقف على عاملين رئيسين هما إمكانية التعرض لتلك الرسالة والعائد الشخصي المحتمل أو الفائدة المتحققة من هذا التعرض، إذ صاغ ويلبر شرام رؤيته لاستخدام الجمهور لوسائل الإعلام والتعرض إلى مضامينها في إطار العلاقة بالناتج أو العائد المتوقع بعدّها نوعاً من التعزيز للاستجابة إلى التعرض بشكل عام، بمعنى كلما زاد العائد المتوقع من التعرض وقل الجهد المطلوب في ذلك، كلما زاد تعرض أفراد الجمهور إلى وسائل الإعلام ومضامينها( ). |