الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعنى هذه الدراسة بإشكالية الدستوبيا في الأدب العربي المعاصر، في إطار نقدي لصياغة نظرية لعلها تكون متكأ لكل أديب يرغب في تجربة هذا اللون الأدبي الذي بدأ ينتشر مؤخرا خاصة بين شباب الروائيين، ممن أصبحت معظم كتاباتهم تحمل صفة أواسم ديستوبيا حتى وإن لم تكن مكتملة الملامح الديستوبية. ولعلها تكون مرجعا لكل باحث في تتبع ملامح الديستوبيا في الرواية العربية المعاصرة. مما يعني ضرورة وجود أسس وأركان واضحة المعالم يهتدى بها الناقد والأديب، وربما القارئ لمعرفة مدى انتماء ما يقع تحت يديه لعالم الديستوبيا. لذا وقع الاختيار على هذا الموضوع بالنظر إلى أهميته الكبرى التى يحتلها في مجال النقد الأدبي خلال السنوات الأخيرة خاصة مع بداية الألفية الثالثة وارتقاء تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية على المشهد الحياتي مما خلق أدبا يبحث عن هوية العالم المحيط هو أدب الديستوبيا منازعا ما كان معروفا من قبل بأدب اليوتوبيا. وقد تبين للباحث تردد أصداء مفهوم الديستوبيا في بعض المصادر الفلسفية كما في فلسفة فريدريك نيتشه العدمية – أو النهليستية، كما يطلق عليها نسبة إلى المصطلح الأجنبي – والتي وَجدت امتداداً لها في القرن العشرين في أيديولوجيات الفيلسوف الأمريكي ريتشارد رورتي، بل وأيضاً في مفهوم الواقع الشبيه لدى الفيلسوف الفرنسي جون بودريار. ويحاول البحث إثبات وجود تجانس بين تعريف مفهوم الديستوبيا سواء على المستوى المعجمي أوالفلسفي؛ فكلاهما يعكس نفس الخصائص ألا وهي: ضياع الهوية بسبب تجريد الإنسان من آدميته، العيش في واقع شبيه يملأ النفس بالرهبة، وحياة فكرية تجعل الإنسان ينفصم عن الواقع، وعلاقات إنسانية مشوهة، بالإضافة إلى عمليات مستمرة لإعادة توصيف الواقع لتحسين صورته لكنها – للأسف – تفضي إلى انحطاطه. وفي إطار هذه الخصائص يتم تحليل الرواية العربية المعاصرة التي تعد من باكورة روايات أدب الديسوبيا في الوطن العربي. لذا كان اختيار الباحث لموضوعه ” الديستوبيا في الرواية العربية المعاصرة : مقاربة نقدية في المضمون الفكري والتشكيل الجمالي. |