الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يكاد يجمع النقاد على أن الرواية غدت أكثر انتشارًا مما كانت عليه في سابق عهدها، فقد أضحت معبرة عن هموم الأمة، وآمالها، وثقافتها وفكرها، وذلك بسبب حظوتها لدى القراء، وقابليتها اليسيرة للتحول إلى فنون أيسر وصولًا إلى قاعدة جماهيرية واسعة، فدورها لا محدود كما انتشارها، وتُعد دراسة الشخصية الروائية وعلاقتها بعناصر السرد وسيلة للتعرف على الموضوعات الإنسانية التي يقدمها كاتبها، وكذلك التعرف على فكر الكاتب وتوجهه، ولمّا كانت الشخصية من العناصر المهمة التي يُبنى عليها نجاح الروائي وعمله الإبداعي عدّ النقاد الرواية فن الشخصية، إذ لا يمكن أن يكون هناك سرد ما لم يتمركز حول شخصية ما، وفي ضوء هذه الأهمية حاولت هذه الدراسة متابعة الشخصية الروائية في أدب ”نجيب الكيلاني” الروائي ومن الملاحظ أن أدبه لم يحظ بعناية فائقة بالرغم من إنتاجه الغزير الذي جاوز السبعين مؤلفًا ما بين قصة وشعر ومسرح، ودراسات فكرية، ورواية وكفى ذلك دليلًا على قدرته الإبداعية، ورسوخ قدمه في تلك الساحة، بالإضافة إلى أصالة تناول موضوعاته، وتنوع أفكاره فقد استطاع تشكيل مفردات عالم رواياته بوعي اجتماعي وسياسي وفكري. أهمية الموضوع ودوافع دراسته: إن تعددت الدوافع لتناول أية دراسة، أو بحث فلا بد وأن تُنكّه برغبة، فهي التي تضفي على العمل روحًا تسمو به، وقد تولدت تلك الرغبة للقيام بدراسة أدب ”نجيب الكيلاني” لما ترك من أعمق الأثر في نفسي وأمتعه، وقد تملكتني نزعته الإنسانية من خلال أدب هادف يعمق الوعي والانتماء، ويلقى الضوء على روح الأدب الإسلامي فالتعريف بالكاتب، وأعماله، وإبراز قيمته الأدبية كان من أهداف ذلك البحث، وإن كان لا يفي بغرض الإلمام والشمول زمنًا وتجربة وقضايا، فقد تفرد ”الكيلاني” بموضوعات ناقشها من خلال شخصياته الروائية تتناسب ومنهجه الإبداعي، وكان لمعرفة كوامن الشخصية الروائية، وطاقاتها التواصلية الإبداعية، كونها بنية قائمة بذاتها لا يمكن تفسير سلوكها إلا من خلال مبدعها مما يساعد القارئ على فهم رؤية الكيلاني الفكرية، وكان ذلك دافعًا لدراسة تلك الشخصيات، إذ وجدت الباحثة في أعماله نماذج لشخصيات وأحداث تُكوّن تلك الدراسة، وقد وقع اختيار الباحثة على بعض نماذجه الاجتماعية والسياسية والتي قد تفي بذلك الغرض. |