الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم, وهي كثيرة ومتعددة في كتاب الله تعالى, فالقرآن الكريم يحتوي على أكثر مِنْ ألف آية صريحة تتحدث عن الكون, ومكوناته وظواهره؛ بالإضافة إلى آيات أخرى كثيرة تقترب دلالاتها من الصراحة . وهذه الآيات الكونية لا يُمكن فهمها فهمًا كاملًا في إطارها اللُّغوي فقط – على أهمية ذلك وضرورته – ولا يُمكن الوصول إلى سبقها بالحقيقة الكونية, وهو ما يُسمى بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم, دون توظيف الحقائق العلمية التي توافرت في هذا العصر؛ لأن في هذه الآيات الكونية من المحتوى العلمي ما لا يقف على دلالته إلا الراسخون في العلم – كلٌّ في حقل تخصصه – وقد جاء الوعد المستقبلي بأنَّ الله تعالى سوف يُري الإنسان من آيات الخلق في الآفاق والأنفس ما يشْهد بصدق كل ما جاء بالقرآن الكريم, يقول سبحانه:( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) ([(1) سورة فصلت , آية رقم: 53 . ]) . ولقد اهتم الإمام الشعراوي بتفسير هذه الآيات الكونية وذكر معطيات العلم الحديث لبيان عظمة النص القرآني, ولكن بضوابط وشروط منها: الاعتماد على ما ثبت مِن حقيقة علمية وعدم التسرع في ربط النظريات العلمية بالقرآن الكريم, يقول الإمام الشعراوي: محاولة ربط القرآن بالنظريات العلمية, وهذا أخطر ما نواجهه؛ ذلك أنَّ بعض العلماء في اندفاعهم في التفسير وفي محاولاتهم ربط القرآن بالتقدم العلمي يندفعون في محاولة ربط كلام الله بنظريات علمية مكتشفة يثبت بعد ذلك أنها غير صحيحة, وهم في اندفاعهم هذا يتخذون خطوات متسرعة, ويحاولون اثبات القرآن بالعلم, والقرآن ليس في حاجة إلى العلم ليثبت, فالقرآن ليس كتاب علم, ولكنه كتاب عبادة ومنهج” , فالإمام الشعراوي يُعدُّ مِن العلماء المعتدلين في الأخذ بالتفسير العلمي . أسباب اختيار الموضوع : |