الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الفساد ظاهرة عامة: تنتشر فى كل بقاع الأرض: لا تخص عصر دون عصر: و لا جنسا دون جنس. و قد عرفت الشريعة الإسلامية الفساد على أنه المعصية لله و رسوله: و من ثم فكل خروج عن القوانين الإلهية يعد فسادا من ناحية الشرع. و قد شهد العصر الأموى تطورا و تنظيما كبيرا بعكس ما كانت عليه الدولة فى العهد الراشدى: حيث كانت تتسم الدولة فى العهد الراشدى بالبساطة: أما فى العصر الأموى: و لاسيما الفترة الممتدة من عهد الخليفة معاوية إلى عهد الخليفة هشام بن عبدالملك{u٠٦٣إ}: فقد شهدت هذه الفترة تطورا لكل هياكل و مؤسسات الدولة: أسسوا الحكم الأسروى: فتوارثوا الحكم: استحدثوا عملة خاصة بهم: شيدوا المساجد و القصور الضخمة: استنبطوا تشريفات خاصة بهم: عاشوا كل مظاهر الأبهة و الفخامة. و قد اتفق الكثير من الباحثيين أنه كلما ازدهرت الدول و انتقلت من مرحلة البداوة إلى مرحلة التحضر: كلما استدعت إلييا مظاهر الفساد: فالفساد يتناسب طرديا مع التقدم الحضارى للأمم. لذلك نجد فى العصر الأموى) 41ه/ 132م) قد ظيرت حالات عديدة من تجاوزات موظفى الدولة سواء كانوا ولاة جباية أو سعاة: و قد أظيرت الكتب الأدبية الكثير من ظلم الولاة و السعادة الذين استغلوا وظائفهم لبناء ثرواتهم: و اختلاس الأموال بغير وجه حق. و قد كان موقف الدولة متباينا فى تعاملها مع تجاوزات هؤلاء الموظفين: سواء كانوا ولاة أو عمالا: بين المحاسبة و العزل: أو السوكت عن المبالغ التى تم اختلاسها: و الاكتفاء بالعزل فقط. إلا أنه فى فترة الخلفاء الأمويين المتأخرين من بعد سليمان إلى يزيد بن الوليد: اتخذت الدولة أسلوبا ألا و هو حبس و تعذيب الموظف المختلس: أو المرتشى لاستخراج المال منه |