الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أصبح الإرهاب ظاهرة خطيرة تهدد الحياة اليومية للإنسان فى أى مكان فى العالم، كما أن هذه الظاهرة لم تعد ذات صفة محلية أو إقليمية ترتبط بدولة ما أو بحضارة بعينها لكن الحقيقة التى تؤكدها الأحداث فى كل لحظة أن هذه الظاهرة الإجرامية بلا وطن ولا دين ولا هوية.أدرك المجتمع الدولى مؤخراً نتيجة تصاعد الأعمال الإرهابية أنه أصبح خطرا استراتيجيا يهدد جميع الدُّول، بما فيها تلك التى كانت تعتقد أنها بمنأى عن العمليات الإرهابية، فالإرهاب عمل لا إنسانى ولا أخلاقى لا تقره الشرائع السَّماوية، ولا القوانين الوضعية، ويمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وقيم التحضر، ويهدد المصالح الحيوية فى المجتمع الدولى،فبات موضوع الإرهب يلقى اهتمام العديد من الباحثين وكل منهم يتناوله من الزاوية التى يعتقد أنها هى الوسيلة الكفيلة لمكافحته فى ضوء الإيديولوجية التى يؤمن بها، والعمل على تحقيق مصالح دولته بصورة قد تخلط بين الرؤيا القانونية والمواقف السّياسية. من أصعب جوانب دراسة الإرهاب هو محاولة الوصول إلى تعريف محدد له، فعلى الرغم من تنامي خطورة هذه الظاهرة التى لا يختلف فى شأنها اثنان، فإن وضع تعريف دقيق لها، واجهته عدة صعوبات تحكمها الخلفيات الإيديولوجية والصلحية، سواء بالنسبة للباحثين القانونيّن والمفكرين بصفة عامة، وكذلك بالنسبة إلى الدّول التى حاولت ممارسة حق مكافحة الإرهاب بشكل فردى، كما تشير معظم الأدبيات المتداولة عن مكافحة الإرهاب الدَّولى إلى غياب أى تعريف موضوعي واضح ومحدد لهذه الظاهرة يتصف بقوة قانونية ملزمة لجميع الدُّول. وهو ما يُعتبر أساس حال الفوضى التى يتخبط فيها المجتمع الدولى خاصة بعد 11 سبتمبر 2001.وهذا ما سيثير عدة إشكاليات عند محاولة إعطاء تعريف للإرهاب أو تحديد دوافعه وصوره أو عند تحديد إطار قانونى واتفاقى لمكافحته ، فما يراه البعض أنه عمل إرهابى ينظر إليه الآخر على أنه عمل مشروع. |