الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أن الصراع بين القوى الكبرى حول الشرق الأوسط مستمر وقائم منذ زمن طويل ويأخذ العديد من الأشكال والصور ومنذ فترة ليست بالبعيدة تحول هذا الصراع لصراع فاعلين إقليمين تتنازع هي الأخرى علي النفوذ والثروات في المنطقة سواء كان ذلك بدافع ذاتي أو بدافع قوى خارجية كبرى جعلت من صراع الأدوار في المنطقة أحدي أذرع ووسائل التنازع والتنافس علي المنطقة وثرواتها.وعكست الأزمة السورية ضمن ثورات الربيع العربي والمتأثرة برياح التغيير والتي مرت إليها من خلال تونس ومصر العديد من التساؤلات حول مسارها ومستقبلها ومواقف الأنظمة الإقليمية والدولية وتداعيات ذلك علي الوطن العربي ومما زاد تعقيد الأزمة تعدد الأطراف المتداخلة فيها سواء إقليمياً أو دولياً الأمر الذي استدعي دراسة الأزمة السورية، وأثرها السياسي والإقليمي حيث تعتبر تلك الأزمة هي الأكثر تعقيداً عن مثيلاتها في الشرق الأوسط وذلك بسبب أهمية سوريا وموقعها الاستراتيجي مما جعلها ساحة لصراع الأدوار وللاستقطاب الدولي الغير مسبوق حيث تنطلق الدراسة من فرضية أن كلاً من تركيا وإيران كانوا متنافسين حول سوريا من قبل بداية الأزمة السورية وهو ما دفع كلاً منهم للدخول بقوة في أتون الصراع الدائر كلاً لمصالحة الخاصة وبعد غزو أمريكا للعراق تغيرت موازين القوى والتحالفات في المنطقة وما أن اندلعت الثورة السورية حتى تحول الصراع حول سوريا إلي تنافس إقليمي عليها وفي محاولة للنظام لل.حد من صراع تلك الأدوار الإقليمية اندفع النظام لاستدعاء روسيا لتساعده علي استعادة بلادة التي فقد معظمها وأدي التدخل الروسي لعودة روسيا إلي المنطقة بقوة بعد غياب طويل عنها ونظراً لفقدانها السابق لدول حليفة في المنطقة مثل (العراق – ليبيا) تمسكت روسيا بالدفاع عن سوريا حفاظاً علي مصالحها الخاصة وبهدف أكبر هو نهاية تفرد أمريكا بالشرق الأوسط وبداية ظهور فاعلين أخرين في المنطقة كسياسية روسيا التي تسعي لتحقيق التوازن في العلاقات الدولية بناء علي نظرية تعدد الأقطاب الدولية ونهاية عصر القطب الأوحد الذي يحكم العالم.حيث تري روسيا أن النظام العالمي الذي يملك فيه بلد واحد كأمريكا ناحية اتخاذ القرارات فهو عالم غير مستقر ومهدد بالصراعات، وبناء عليه تحاول روسيا استعادة مكانتها العالمية وأنهاء الأحادية القطبية، من خلال الأزمة السورية ولهذا فأن الأزمة السورية ستطول حتى يتفق المتنافسين علي صيغة محددة لتقاسم الحصص ليستفيد منها كافة الأطراف المتنازعة وسيصبح الخاسر الأكبر بالطبع هو الشعب السوري. |