الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يقدم البحث دراسة تاريخية لظاهرتي الكسوف والخسوف في الشرق الأدنى القديم، منذ بداية اهتمام حضارات المنطقة بالفلك في بداية الألف الثاني قبل الميلاد إلى مجيء الإسكندر الأكبر للشرق وانتصاره على الفرس في موقعة جوجاميلا، متخذا من العراق القديم نموذجا حيث جاء منه أغلب النصوص المتعلقة بالظاهرتين في الشرق الأدنى القديم. ويهدف البحث إلى إظهار أهمية الخسوف والكسوف في تأريخ الأحداث، كما تناول تأثير تلك الظواهر في الحياة الدينية والسياسية والفنية في العراق القديم كنموذج للدراسة. فقد رصد العراقي القديم ظواهر الكسوف والخسوف وطور نموذجا رياضيا للتنبؤ بهما، وقد ترك لنا إرثا أظهر تفاعله دينيا وسياسيا وفنيا مع هاتين الظاهرتين. وقد سجلت أغلب حالات الكسوف والخسوف في الشرق الأدنى القديم على الرقم الطينية وكتابات المؤرخين الكلاسيكيين مثل هيرودوت. وحيث أن النصوص العراقية القديمة يصعب فيها التمييز بين ما هو فلكي وما هو تنجيمي، لذلك استخدمت نفس المصادر لمناقشة الجوانب المختلفة للكسوف والخسوف سواء فيما يتعلق بالعرافة أو بالرصد أو بالتنبؤ. من أهم تلك المصادر سلسلة الفؤول المسماة ”إنوما – آنو – إنليل” والأساطير الدينية وخطابات وتقارير خبراء الفلك والعرافة في البلاط الملكي الأشوري. وقد خلص هذا البحث إلى أن دراسة حالات الكسوف والخسوف القديمة قد مكنت الفلكيين والمؤرخين من تأريخ أكثر من خمسمائة عام من تاريخ العراق القديم، منها مائتان وواحد وستون عاما بصفة مطلقة. كما أن الخسوف خاصة كان له أثر كبير في الحياة الدينية لدرجة إدراج صلاة خاصة للخسوف وأيضا أسطورة كاملة أسطورة الخسوف. وسياسيا استخدم الخسوف والكسوف للتنبؤ بنتائج الحروب، كما مثلا سياقا تسود فيه الاضطرابات السياسية التي أدت إلى تغيير ملك البلاد أحيانا. ومما أوصى به البحث التوسع في دراسة تناول المصري القديم لظاهرتي الخسوف والكسوف لغويا ودينيا وسياسيا وفنيا وكذلك الاستفادة من الظواهر الفلكية في الوصول إلى تأريخ دقيق. |