الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعتبرُ حريةَ التفكيرِ والابتكارِ الأدبيّ والصناعيّ والفنيّ والعلميّ من الحرياتِ والحقوقِ التي تحرصُ مختلفِ القوانينِ على حمايتها، لما لذلكَ من مردودٍ في إثراءِ المعرفةِ الإنسانيةِ، ودعمِ التراثِ الثّقافيّ والحضاريّ للمجتمعِ، ويعملُ القانونُ في كلِ دولةِ، على حمايةِ جميعِ صورِ الإبداعِ الفكريّ، أو الخلقِ الذهنيّ. لذلكَ فقد سارعتْ الدولُ إلى تنظيمِ التشريعاتِ والقوانينِ التي تحمي المبدعين وأصحابِ الفكرِ، وتنظيمِ الملكيّةِ الفكريّةِ بما يضمنُ حقوقِ أصحابها، ويسمحُ بالوقتِ نفسهِ للمجتمعِ بالاستفادةِ من ابداعهم وفكرهم، لأنّ الحمايةِ تشكلُ حافزاً لتشجيعِ إنتاجِ المزيدِ من الإبتكارِ والإبداعِ في مختلفِ المجالاتِ التي تسمحُ بدورها في تطويرِ المجتمعاتِ الراقيةِ. قد لا تتركزُ الملكيّةِ الفكريّةِ في مكانٍ واحدٍ بل تتسمُ بالعالميَّةِ، حيثُ تميلُ إلى الانتشارِ، فمثلاً الكتابُ قد يتمُ طبعهُ في دولةٍ ما، ومن ثم يتمُ تصديرهُ إلى دولٍ أُخرى، وقس على ذلك كافّةِ أشكالِ الإبداعِ الأخرى كالبرامجِ التلفزيونيّةِ والإذاعيّةِ والأفلامِ الموسيقيّةِ والسينمائيّةِ وغيرها من الحقوقِ. وقد أسهمَ التطورُ التكنولوجيّ المتسارعِ والمذهلِ إلى إحداثِ أثراٍ كبيراٍ في الملكيّةِ الفكريّةِ، حيثُ أدى هذا التطورِ في مجالِ التقنيةِ ونظمِ المعلوماتِ و حريّةِ التوصلِ إلى مصادرِ المعرفةِ والمعلوماتِ وبرامجِ العقلِ الالكتروني إلى تسهيلِ وتيّسيرِ الاعتداءِ على حقوقِ الملكيّةِ الفكريّةِ، فقد يستطيعُ شخصٍ أصدارُ أمرٍ على الحاسبِ الآلي من نسخِ كتابٍ كاملٍ، أو جزءٍ من برامجِ العقلِ الإلكتروني. وكذلكَ الأمرُ فإن توسيعَ مفهومِ فكرةِ الملكيّةِ الفكريّةِ، أصبحَ يستوعبُ صوراً جديدةً لم تكن معروفةً من قبلِ مثلِ حمايةِ الأسرارِ التِّجاريّةِ وأسماءِ الدومينِ والأحياءِ الدّقيقةِ والأصنافِ النباتيةِ، والصّناعاتِ الصيدلانيّةِ وغيرها من المنتجاتِ الحديثةِ. ومثلُ هذا التطورِ الهائلِ والمذهلِ الذي أدى وسيؤدي إلى تطورٍ في الإنتاجِ الفكريّ والذهنيّ للشّعوبِ بسرعةٍ مذهلةٍ، والتي تعجزُ التشريعاتُ عن متابعتهُ في كلِ الصورِ المتولدةِ عن ذلكَ التطورِ، فتظهرُ الكثيرُ من المنازعاتِ المعقدةِ بشأنِ مسائلِ الملكيّةِ الفكريّةِ. |