الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتخذ هذه الدراسة من النص الشعري الخاص بالشاعر المصري فولاذ عبد الله الأنور مصدرا تنهض عليه هذه الرؤية المقترحة لتناول النص الشعري بوصفه بناء لغويا تتعدد مستوياته التي تعين على إضاءة مساحات النص الشعري على النحو الذي ستجلبه الدراسة ؛ ذلك أن الشعر بناء لغوي يتم بطريقة مخصوصة على مستويات متعددة، منها : المستوى الصوتي، والمستوى التركيبي، والمستوى التصويري، والمستوى المعجمي. وتكتسب هذه الرؤية فرادتها من خصوصية البناء الشعري والتشكل الجمالي بعناصره ومستوياته، ونقصد بمستويات البناء الشعري دراسة التركيب الشعري المعقد المتداخل الذي تتحقق به بنية النص الشعري، والتي تنتظم كل العناصر والمستويات مما يعني أن كل عنصر يدرس منفردا، وكل مستوى يتسم بطابع دلالي ... ومما دفع الباحث إلى طرح فكرة هذه الدراسة هو أن الدرس النقدي للنص الشعري في حاجة مستمرة إلى طرق جديدة تكون مستمدة من حقول معرفية متباينة تعين على الإحاطة بالبناء الشعري؛ فنحن في حاجة إلى تحليل أسلوبي لدراسة مكونات الظاهرة الشعرية في شعر هذه المرحلة بنفس حاجتنا إلى تحليل بنيوي للوقوف على علاقات تلك العناصر والمستويات. وتتألف هذه الدراسة من أربعة فصول تسبقها مقدمة وتمهيد، حيث تتعرض دراسة شعر فولاذ عبد الأنور لدراسة المستوى الصوتي بوصفه أوضح المستويات، ومرورا بالمستوى النحوي التركيبي، حيث يتم الدراسة فيه بتوسع تتجاوز بنية الجملة القصيرة إلى دراسة البنية الكلية التركيبية للنص الشعري في بعدها المجازي ؛ فتدرس من خلال المجاز الصورة الشعرية، وتدرس المستوى المعجمي أيضا، حيث لا تتعامل الدراسة المقترحة مع المفردات الشعرية بوصفها وحدات معجمية مستقلة تهدف إلى دراسة بنيتها أو صيغها أو أصول نشأتها، وإنما تسعى الدراسة إلى دراسة هذه المفردات في سياقاتها المختلفة التي تعين على تأمل الدلالات الشعرية، مما يساعد في الكشف عن اهتمامات الشاعر وقضاياه، مع الوعي بالدلالة العامة للمفردة ؛ فتؤصل لتاريخها قبل مدلولها ؛ لذلك سيأتي المعجم في ختام الدراسة. |