الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كرم الله عز وجل الإنسان وفضله على كثير من مخلوقاته، واختاره ليكون خليفته على الأرض، ولكن رغبة الإنسان الجامحة في التطور جعلته يفسد في هذه الأرض التي اختير ليعمرها. ومن أسوأ أشكال هذا الفساد اتجـار الإنسان بأخيه الإنسان، أو ما يعرف بالرق أو العبودية، وهذا الوضع السيئ يمثل تهديدات متعددة الأبعاد، تمثل خطورة كبيرة على سائر الدول وكافة المجتمعات، وهجومًا مباشرًا على مختلف القيم الإنسانية والاحترام المتبادل بين الناس من مختلف الأديان والثقافات، وانتهاكًا صارخًا لسيادة القانون والمواثيق والأعراف الدولية. وجريمة الاتجـار بالبشر، إحدى الجرائم البشعة الموجهة ضد الفرد والدولة إذ تمس أمنهما على حدٍ سواء، وتعتبر شكلًا من أشكال الرق وامتدادًا طبيعيًّا للعبودية، فهي ليست من الجرائم المستحدثة، بل إنها من أقدم جرائم المجتمع الإنساني؛ حيث تمثل هذه الجريمة أحد أنواع تجارة العبودية المعاصرة، وعن طريقها يستغل الإنسان غيره من بني البشر، لما فيها من إهانة لكرامة الإنسان، وذلك من خلال تحويله إلى سلعة مادية، وتحديد قيمة مالية لحياته وحريته سواء كان رجلًا أو امرأة أو طفلًا؛ لغرض استغلاله بشتى الأشكال، سواء جنسيًّا أو بشريًّا وتجارة الأعضاء البشرية. كما ترجع خطورة جريمة الاتجـار بالبشر لأنها تعد من الجرائم المعقدة، ولذلك فهي إحدى أهم التحديات الكبرى التي تتعرض لها المجتمعات، ولذلك تضافرت العديد من الجهود الدولية بهدف مكافحة جرائم الاتجـار غير المشروع بالبشر، والعمل على معالجة كافة الأسباب المؤدية إلى تلك الجريمة، وتجريم كافة الأفعال، وعقاب مرتكبيها من أجل التخفيف من آثارها الجسيمة والخطرة على البشريَّة. |