الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تبين للباحث من خلال الدراسة أن معظم الجماعات الأصولية تشابهت في العديد من السمات: ومنها استخدام الشعارات الدينية وطالبت بقيام دولة دينية باستخدام النص الديني في غير موضعه كمرجعية لا يمكن الطعن بها للسيطرة على مقاليد الأمور: فأكسبت القتال والاضطهاد شرعية دينية: مستغلةً الوهَن الذي أصاب المؤسسات الدينية التقليدية نتيجة انشغالها بصراعات دينية والتحجيم الحكومي لدورها. وهنا يرى الباحث بأن دراسة العلاقة بين الدين والسياسة في مجال العلاقات الدولية تتسم بدينامية متميزة : وبخاصة مع التحولات التي شهدها العالم خلال القرن العشرين. وقد تبين للباحث أن دراسة العلاقة بين الدين والسياسة اتسمت على الدوام بقدر من التعقيد. حيث يضطلع الدين بدورٍ واضحٍ في التفاعلات السياسية سواء على المستوي الداخلي أو الخارجي. وقد لاحظ الباحث من خلال تناول وضع الدين في دساتير دول حوض النيل محل الدراسة: أن هناك دولاً تعترف بالدين في دساتيرها كما هو الحال بالنسبة لمصر التي ارتبط وضع الدين في دستورها بظروف تاريخية معينة. أما على مستوى الديناميات السياسية في المنطقة محل الدراسة: فقد ظل الدين حاضراً بقوة في المشهد السياسي في منطقة حوض النيل : وهو ما يرجع بالأساس إلى خريطة انتشار الدين في المنطقة ودرجة كثافة الوجود الديني وتأثيرها في المشهد السياسي بشكل عام. وقد رصد الباحث ملمحاً مهماً ألا وهو عدم اعتماد تلك الأديان على المساحة العددية لها بقدر اعتمادها على التأثير. وهنا نشير إلى أنه ليس بالضرورة أن تترجم الزيادة العددية لأنصار توجه ديني ما في فعل سياسي وهو ما نجد صداه في التيار الصوفي في المنطقة حيث لا تتناسب مساحة الفعل السياسي للمذهب الصوفي في منطقة حوض النيل مقارنة بأعداد المنتمين له. وهنا تجدر الإشارة إلى الدور المزدوج الذي قام به الدين في منطقة حوض النيل |