الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تميزت الزراعة في مصر باعتمادها الكبير على الري الذى كان یعتمد أساسا على نهر النیل، فاستلزم هذا بالضرورة إقامة نظاماً دقيقاً للري عن طريق شق الترع والقنوات التي تمد الأراضي الزراعية بالمياه وفق احتياج المزروعات المختلفة، وهو ما تعذر تحقيقه إلا على ید حكومة مركزية قویة, لذلك كانت الظروف تحتم قيام مثل هذا النظام في مصر منذ أقدم العصور، ولما كان تنظيم الاستفادة من مياه النيل وتنفيذ مشاريع الري المختلفة يقتضى أن تكون للدولة السيطرة المطلقة على الأراضي الزراعية وبالتالي على القائمون بفلاحتها، حتى تضمن الموارد المالیة الكفيلة بتنظيم عذمليات الري وصيانة الجسور والترع وغيرها، لذلك تناولت هذه الدراسة مشاريع الري والصرف الكبرى في مصر وأثرها على القرية والمجتمع المصري في الفترة ما بين 1882م حتى 1914م وترجع أهمية هذه الدراسة كونها الفترة التي شهدت العديد من الانجازات والمشاريع الضخمة التي تمت في مجال الري في مصر والتي خدمت المجال الزراعي والتوسع به وادخال مصر مرحلة جديدة من تاريخها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. تهدف الدراسة إلى توضيح دور الاحتلال البريطاني في رسم السياسة الزراعية في مصر من خلال مشروعات التنمية التي أقامتها من خلال إنشاء شبكة متطورة من الري وحفر الترع والقنوات والجسور للحماية من أخطار الفيضان وغيرها من الأعمال, والتعرف على تطور نظام الري في مصر قبل وبعد الاحتلال البريطاني وما اتبعه من تطور في الزراعة المصرية وظهور زراعات جديدة في البلاد, و تأثير تلك السياسة على الريف المصري وعلى حياة الفلاح الذى عانى طوال حكم الاحتلال البريطاني من تطبيق أساليب العنف والسخرة من قبل قوات الاحتلال, والتعرف على أحوال الريف المصري في الحرب العالمية الأولى 1914م. |