الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ”إنَّ الإنسان أسمى كائنٍ على الأرض، وهو أصلُ الحياة وجوهرُها، وبدونه لا يكون لها ثمَّة معنى؛ لارتباطها الوثيقِ به وجودًا وعدمًا، فأوَّلُ نبضةٍ للحياةِ على وجهِ الأرض بدأت بأوَّل خطوةٍ خَطَاها على أَديمها، ولذلك اقتضت حكمةُ الله تعالى أنْ يكونَ تكريمُ الإنسان أصلًا ثابتًا منذ أنْ خَلق اللهُ الأرضَ إلى أن يَرِثَها ومَن عليها، لا عبرةَ في ذلك باختلافِ الألوانِ أو الأجناسِ أو الأعراف. وقد تدفع الظُّروف بالإنسانِ إلى أن يتَّخذ خلالَ حياتِه قراراتٍ مهمَّةً، ومِن بين أهمِّ تلك القرارات هو أن يغيِّر محلَّ إقامته، وقد يُغيِّره الإنسانُ بشكلٍ طوعيٍّ؛ أي إنه يملك الحريَّةَ مع وجود الرَّغبةِ والإرادةِ بغرض الانتقالِ من محلِّ إقامتِه داخل بلده أو الانتقال من بلدٍ إلى بلدٍ آخرَ، وعند ذلك سيكون تركُه لبلدِه قد تمَّ بإرادتِه وَوَفق المصلحةِ التي يقدِّرها هو، وهنا يكون في حالةِ نزوحٍ أو هجرةٍ، أمَّا أن يكون مضطرًّا كمَن يتركُ بلدَه ويُغادِرُه إلى بلدٍ أخرى؛ نتيجةً لاضطهادٍ أو ظروفٍ قاهرة، فهنا يكون لاجئًا. وترجع مسئوليَّةِ المجتمعِ الدَّوليِّ لتوفير الحماية الدوليَّة للَّاجئين، وإيجاد الحلولِ لمُشكلاتهم، إلى عهد عصبةِ الأممِ، وذلك بتعيين أوَّلِ مفوضٍ سامٍ للَّاجئين الروس عام 1921، وهو العالم النرويجي فريديوف نانسن، ثمَّ امتدَّ اختصاصُ المفوضيَّة إلى اللَّاجئين الأرمن عام 1924، ثمَّ الأكراد والأتراك عام 1928، واستمرَّ نشاطُ هذه المفوضيَّة حتى عام 1929 إلى أنْ قرَّرت عصبةُ الأممِ حلَّها ووضْع إدارتها تحت يدِ السِّكرتير العامِّ لعصبةِ الأمم لمدَّةِ عام، وفي عام 1930 قرَّرت عصبةُ الأمم إنشاء الوكالةِ الدوليَّةِ والتي أُطلق عليها كذلك وكالة نانسن، وامتدَّ نشاطُها ليشملَ اليهودَ الذين اضطرُّوا إلى الهروبِ من ألمانيا بعد سيطرةِ ””هتلر”” على الحكم، ورفض هتلر بأنْ تقومَ هذه الوكالةُ برعايتهم، فتمَّ إنشاءُ وكالةٍ خاصَّةٍ تحت اسم مكتبِ المندوب السَّامي لشئونِ اللَّاجئينَ القادمينَ مِن ألمانيا، وكذا وكالة أخرى لرعايةِ اللَّاجئين الفارِّين من النِّمسا، ثمَّ في عام 1944 تم تأسيسُ إدارةِ الأمم المُتَّحدة للإغاثةِ والتَّعمير لتعاظُم مشكلةِ اللَّاجئين بعد الحربِ العالميَّةِ الثَّانية، ثم المنظَّمة الدوليَّة للَّاجئين عام 1946 ووكالة الأمم المُتَّحدة لغوثِ اللَّاجئين الفلسطينيِّين المعنيَّة بشئون اللَّاجئين في فلسطين، ويشمل نطاقُ اختصاصِها الأردن – سوريا – لبنان – الضفة الغربيَّة – غزَّة، وبسببِ تكرارِ التدفُّقات البشريَّة وتعاظُم المشكلات المترتِّبة عليها، الأمر الذي دَفَع بمنظَّمة الأممِ المُتَّحدة إلى إنشاء المفوضيَّة السَّاميَّة لشئون اللَّاجئين عام 1950، واعتمدت الأمم المُتَّحدة اتِّفاقيَّةَ جنيف الخاصَّة باللاجئين لعام 1951.” |