الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد الأدلة المختلف فيها من محاسن الفقه الإسلامي. لأنها تجعل الفقه أكثر اتساعا وتطورا ، وتعطى الفقيه والمفتي القدرة على مسايرة الواقع من خلال تعدد الآراء وتنوعها، مما يتيح له تخريج الفروع والفتاوى على أي وجه يحقق المصالح ويحفظ الحقوق، وهذا مقصد مهم من مقاصد الشريعة إن لم يكن أهم مقاصدها. وكون الأدلة في ذاتها مختلف عليها فهو أمر يستحق البحث في ذاته، ويستحق البحث فيه للتعرف على أوجه هذا الاختلاف ومدى تأثيره في تنوع الأحكام. مما يُكْسِب الفقه الإسلامي المرونة الكافية لشريعة صالحة لكل زمان ومكان بل هي خاتمة الشرائع، واعتماد مفهوم إن اختلاف الأصوليين غايته التيسير ورفع الحرج وليس الانتصار لمذهب أو التعصب لرأي. بيان مدى اهتمام دار الإفتاء بتجديد الفقه وتطور الفتوى لمواكبة التطور الحضاري ولعل السبب في ذلك عدم جمودها على أدلة بعينها أو مذهب محدد، فيكون دار الإفتاء منذ نشأتها تنظر إلي المذاهب الفقهية نظرة عامة بما يحقق مصلحة المكلف فيها وفق روح الشريعة الغراء. هذه الدراسة ليست لشخص بعينه بل هي لعدد كبير من العلماء الذين تقلدوا منصب الإفتاء مع اختلاف مذاهبهم، وكل عالم منهم له منهجه وطريقته في الاستنباط والإفتاء، فضلاً عن عصورهم المختلفة فهذا يفيد بلا شك في توسيع الملكه الفقهية ويثري المكتبة الشرعية، وأيضا يثبت أن الأدلة المختلف فيها وهي جزء من أدلة الاستنباط كفيلةٌ بأن تحقق الأمن والاستقرار للمجتمعات وتلبي حاجات الأمة في كل عصر. |