الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص المستخلص عاش أبو شامة حياته في القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي، فقد أدرك عهد الدولة الأيوبية في أوج قوتها في الشام وعاش معظم حياته في ظلها، وأدرك في الربع الأخير من حياته دولة المماليك التي قامت على أنقاض دولة بني أيوب. أبو شامة هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان بن أبي بكر بن عباس، وقد اتفق معظم من ترجم له على رفع نسبه إلى هذا القدر المذكور ولم أر من زاد عليه، وقد كان شافعيّ المذهب وعُرف واشتهر بأبي شامة لأنه كان به شامة كبيرة فوق حاجبة الأيسر، ولد أبو شامة عام (599هـ /1203م)، وكان له أولاد من الزوجة الأولى فقد أنجب منها ثلاثة أبناء، وهم: أبو الحزم محمد، وزينب، وفاطمة. تتلمذ علي عدد من الشيوخ وهم الشيخ الوجيه ابن البوني، والشيخ ابن عساكر، والإمام الشيخ الفقيه بن الصلاح ، وسافر لعدد من الرحلات وكانت أولى رحلاته إلى مكة لتأدية فريضة الحج وكانت رحلته الثانية للحج ، أما رحلته الثالثة فكانت إلى القدس، وسافر أبو شامة رحلته الرابعة إلى مصر. يلاحظ أنه كان شخصية مغمورة في حياة الوظائف الحكومية، فكان يحب التشبه ببعض أساتذته الذين أعرضوا عن المناصب والسلطات، لما في ذلك من الذل والمهانة، ويستدل من ترجمة أبو شامة لنفسه على زهده من الدنيا ورضاه بالقليل منها وبساطة حياته الاجتماعية، وانشغاله عن الدنيا بالعلم والتعلم والتأليف، وعزفه عن أموال الأوقاف، وكان بين الحين والحين ينصرف مدة إلى بساتينه الخاصة يزرعها بنفسه، ويعتمد عليها في حياته، حيث منحته من المال ما أغناه هو وأهله عن الاحتياج لغيره، وصون نفسه، إلى جانب تمكنه من مساعدة أقاربه المحتاجين ، وقد تولى أبو شامة عدد من المناصب مثل تصدره للفتوى ، والتدريس بالمدرسة الشبلية ، والتدريس بالمدرسة العادلية ، وتولي التدريس بجامع دمشق ، وتولى أيضًا التدريس بالمدرسة الركنية، وتولى أبو شامة مشيخة دار الإقراء بالتربة الأشرفية . ومن أشهر تلاميذه شمس الدين محمد بن المبارك السنجاري ، ومعين الدين محمد بن عبدالله عصرون ، وعز الدين أيبك المحيوى كان من حلب. وقد وتوفي المؤرخ أبو شامة يوم الثلاثاء تاسع عشر رمضان (665 هـ/1266م)، ودفن بباب الفراديس. |