الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تناول هذا البحث مآسى شوقى الشعرية، مفيدًا من مُستجدّات الدرس الأدبى والمسرحى المعاصرة، أملًا فى سبر جُملةٍ من الموضوعات والقضايا الماسّة بمسرح أمير الشعراء عامةً، وتراجيدياته خاصةً: كطبيعة الوشائج التى ربطت بين نصوصه والتاريخِ – قريبه وبعيده – وسماتِ الخطاب الدرامى للمأساة الشوقية؛ أى بوصفها مادةً لغوية ذات مرامٍ سياسية وأخلاقية واجتماعية، فضلًا على المآرب الجمالية والإحيائية والتعليمية. كلُ هذا فى إطار جَدَل ممتد فى ثنايا البحث مع المدونة النقدية السابقة على هذه الدراسة؛ رغبةً فى تواصل خلَّاق حيوى مع الجهود المبذولة سلفًا من أجل فهم أعمق لمسرح الشاعر. ولتعدد مرامى الدراسة، فقد اقتضت تقسيمها إلى أربعة فصول، مسبوقة بمقدمة وتمهيد ومتلوّة بخاتمة. تومئ المقدمة إيماءات عَجِلة إلى: خصوصية الموضوع ومسوغاتِ اختياره وحدوده وأهم غاياته والإضافة المرجوّة منه إلى ما سبَقه من دراسات عن المآسى الشوقية. أما التمهيد فيتكفل بإيضاح بعض المسائل والقضايا المحورية ذات الطابع النظرى الميسِّرة لتلقٍ أوضح للدرس النصى التطبيقى عبْر الفصول. وتتخذُ الخاتمة طابعًا أقرب إلى التقرير الذاتى (الشهادة) عن التجربة البحثية مع مسرح شوقى، إلى جانب إيجاز بعض عناصر الجِدة التى ابتغاها هذا البحث. وحاولتْ الفصول الأربعة – وهى قِوام الدراسة وبؤرتها – أن تنهض بالعبء المنوط الوفاء به من هذا العمل كما يتبدّى من عنوانه؛ فيستقصى الفصل الأول المنابع التاريخية للمآسى للوقوف على المادة الأصلية التى راودت خيال الشاعر واستنفرت ملكاته الدرامية ودفعته لاستلهامها. فى حين يستكمل الفصل الثانى مُعاينة هذه الحركة البندولية بين الماضى والشاعر أو بين التاريخ والحاضر، للوقوف على التفاعل المثمر الذى رادَه شوقى فى استدعائه للتراث التاريخى مؤوّلًا له ومُسائلًا ومخالفًا ومُعيدًا لصياغته ومنتقلا به من مهاد لغوى وزمنى قديم إلى آخر مغاير بحكم القالب الدرامى واللحظة التاريخية الحديثة بطوابعها وهمومها. وتلبّث الفصل الثالث عند أهم التنويعات الخطابية المميزة لكل نص من المآسى الشعرية الخمس (عنترة، مجنون ليلى، قمبيز، مصرع كليوبترا، على بك الكبير)، حيث تُركز مباحثه على ما يُعد الوجه الخطابى الأظهر والأجلى لكل مأساة؛ ومن هنا تناول هذا الفصل المُنطلقات الخطابية لكل نص التى استقطبت – وأثمرت عن - مُجمل سماته الدرامية والفكرية. واستكمل الفصل الرابع دراسة الخطاب الدرامى فى ضوء علم علامات المسرح (السيميوطيقا)، الذى هيّأ للنصوص الدرامية أن تُفصح عن بعض خباياها، وتتجلى كبنية من العلامات الفاعلة والرامية إلى النهوض بالمعنى الكلى السارى فى تضاعيف المآسى. سيقت الفصول الأربعة فى إطار جدلى مع الجهود النقدية التى بُذلت قَبْلًا فى العقود المنصرمة حول مسرح شوقى؛ فدراسة التلقى النقدى للتراجيديات الخمس المكوّنة لمادة البحث كانت إحدى مهام هذه الدراسة الأساسية كما تبدّى فى العنوان الشارح للأطروحة. وقد اتكأ البحث فى سبيل الوفاء بأغراضه على جملة من المناهج والمنظورات المتجانسة، من أجل استنطاق النصوص بلا اعتساف، وتأويلِها بلا إفراط، وتحليلِها دون إثقالها بالمقدمات والمداخل النظرية. |