Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الثعبان في شبه حتى الجزيرة العربية القرن الثالث الميلادي/
المؤلف
إإبراهيم، ألاء جمال عبد الغنى
هيئة الاعداد
مشرف / آلاء جمال عبد الغنى إبراهيم
مشرف / هالة يوسف محمد سالم
باحث / هالة يوسف محمد سالم
باحث / هالة يوسف محمد سالم
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
p.348
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد حضارات الشرق الأدنى - حضارات شبه الجزيرة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 348

from 348

المستخلص

تناولت الدراسة الثعبان في شبه الجزيرة العربية حتى القرن الثالث الميلادي، ومن خلال ما سبق استعراضه يمكن استخلاص التالي:
- توجد أنواع مختلفة ومتعددة من الثعابين في بيئة شبه الجزيرة العربية تراوحت في مدى خطورتها، ورغم اختلاف الباحثين واللغويين حول تسمية الثعابين، حيث جاءت هذه الأسماء في اللغة العربية بمعان عديدة، كما ورد الكثير من الأسماء التي تدل على هذه الكائنات، إلا أن لفظة snake التي يقابلها بالعربية لفظة ثعبان أكثر المسميات شيوعا فيما يطلق على جميع تلك الكائنات.
- وردت أغلب ألفاظ الثعبان المختلفة في نقوش شبه الجزيرة العربية كاسم علم مذكر في النقوش العربية الشمالية، واسم علم مؤنث في النقوش العربية الجنوبية.
- درج العرب على استخدام عدة أسماء للإشارة للثعبان منها: أرقم، أسود، أفعى، جني، حنش، حية، خشش، شجاع، عثمان. كما وردت بعض الألفاظ المرتبطة بالثعبان مثل: جرش، عثت، لقع، فوع، نهص.
- ندرت النقوش التي ورد بها أحداث تخص الثعبان في شبه الجزيرة العربية، حيث جاء أغلبها كأسماء أشخاص، ومن الممكن أن يعود السبب في ذلك إلى عده تميمة أو تعويذة لحماية الأشخاص والممتلكات وطرد الأرواح الشريرة.
- يعد الثعبان من أكثر الكائنات التي تحمل دلالات رمزية متعددة ومتناقضة في آن واحد جمعت ما بين الخير والشر، ويمكن تفسير ذلك بتعدد أنواع الثعابين، حيث يوجد منها الصغير والكبير، السام وغير السام.
- ارتبطت العديد من المعبودات في شبه الجزيرة العربية بالثعبان واتخذته رمزا مقدسا لها. واحتل الثعبان مكانًا رمزيًا متعددا ومتنوعا في جميع الأساطير والخرافات في العالم تقريبًا، ويعتبر واحداً من أهم وأقدم الأشكال الأسطورية وأكثرها انتشارا، فقد كان له حضور وافر في معتقدات الأمم القديمة، وليس ببعيد أن تكون هذه المعتقدات المتوارثة قد ساعدت في تشكيل جزء من ثقافة سكان شبه الجزيرة العربية، اكتسبوها من خلال التواصل الحضاري والتبادل التجاري بينهم وبين سكان الحضارات المجاورة.
- تأثر سكان شبه الجزيرة العربية القدماء بأساطير الحضارات المجاورة، وعلى الرغم من ذلك كان لهم طابعهم الخاص.
- كانت مناطق إنتاج البخور في جنوب شبه الجزيرة العربية من أكثر المناطق التي يعيش فيها ثعابين خطرة حسب ما تردد في الروايات القديمة.
- يشير العثور على هياكل عظمية للثعابين وتكفينها ووضعها في أوان تحت أرضية الغرف في قلعة البحرين إلى مدى تكريم سكانها للثعابين والمنزلة التي حظيت بها. وربما ارتبط هذا الطقس بعقيدة خاصة بسكان دلمون دون غيرهم.
- لم يعثر حتى الآن على دفنات ثعابين في مناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية، أو عند شعوب الحضارات المجاورة، وربما تسفر التنقيبات في المستقبل عن نماذج لها أو على الأقل ما يفسر دفنات الثعابين في دلمون.
- تأثر أهل شبه الجزيرة العربية بكائنات بيئتهم ومنها الثعبان، فكان من أبرز العناصر التي اهتموا بتنفيذها، وقاموا برسمها ونقشها ونحتها على مواد متعددة. وجاءت معظم رسوم الثعابين من جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها، يليها الشرق ثم الوسط.
- وجاءت معظم اللوحات بمختلف المواد التي صنعت منها والتي تزخرفها مناظر ثعابين من جنوب شبه الجزيرة العربية، والقليل منها من الوسط ثم الشمال ولم يعثر عليها في الشرق.
- ظهرت أغلب نقوش الثعابين على واجهات المباني الدنيوية في جنوب شبه الجزيرة العربية يليها الشمال ولم يعثر عليها في الشرق أو الوسط.
- كانت معظم زخارف الثعابين على واجهات المباني الدينية أو على بعض أحجارها من جنوب شبه الجزيرة العربية يليها الشمال، ولا توجد في الشرق أو الوسط.
- ظهرت معظم اللوحات والتماثيل النصفية التي تزخرفها مناظر ثعابين في شمال شبه الجزيرة العربية، يليها الجنوب.
- تأتي معظم زخارف الثعابين على المباني الجنائزية (المقابر) من شمال شبه الجزيرة العربية يليها الشرق ثم الجنوب ولا توجد في الوسط.
- جاءت معظم الأشكال الطينية للثعابين من شرق شبه الجزيرة العربية، يليها الشمال ولا توجد في الجنوب أو الوسط. أما الأشكال الحجرية من الشمال يليها الجنوب ولا توجد في الشرق أو الوسط. وأما الأشكال المعدنية فجاءت معظمها من الشرق يليها الجنوب ولا توجد في الشمال أو الوسط.
- جاءت أغلب الأواني والأدوات التي تزخرفها مناظر الثعبان من الشرق يليها الجنوب ثم الشمال ثم الوسط. والمباخر من الشرق يليها الجنوب والشمال ثم الوسط. أما المذبحان والمصباح الذي عثر عليهم فقد جاءوا من جنوب شبه الجزيرة العربية فقط.
- وجاءت جميع الأختام التي تحمل أشكالا لثعابين من شرق شبه الجزيرة العربية فقط. بينما العملات – المعروف منها حتى الآن- من جنوب شبه الجزيرة العربية فقط.
- وتأتي الحلي التي تحمل أشكالا لثعابين من شرق شبه الجزيرة العربية يليه الجنوب ثم الشمال. أما الأسلحة من شرق شبه الجزيرة العربية يليه الجنوب.
- كثرة ظهور مناظر الثعابين في بعض المناطق دون غيرها فيها إشارة إلى توفرها بكثرة في بيئتها.
- اهتم الفنان أحيانا بالتركيز على أماكن الخطر في الثعبان كإبراز الرأس، وإطالة الجسم تعبيرا عن قوة الثعبان ومدى خطورته.
- يشير الكم الهائل من الأواني والأدوات والمباخر والكسر المزخرفة بمناظر الثعابين وأشكال الثعابين المنحوتة في شرق شبه الجزيرة العربية إلى الدور الذي لعبه الثعبان في معتقدات سكانها، واحتمال وجود عبادة أو تقديس للثعبان.
- من المحتمل أنه كان هناك في شرق شبه الجزيرة العربية عدد من المعابد التي يتم فيها عبادة الثعبان كما في القصيص والبثنة، وربما إحدى هذه الطقوس والشعائر تقديم الأشكال البرونزية والأواني التي تحمل زخارفه كهدايا للمعبودات، أو توضع كمرفقات جنائزية مع المتوفى في المقبرة.
- كان لبعض الأنواع السامة من الثعابين كثعبان الكوبرا والثعبان العربي المقرّن دور مهم في الفكر الديني لدى سكان شبه الجزيرة العربية، ربما بلغ حد التقديس أحيانا، والذي يتضح من خلال الشواهد التي عثر عليها، ولعل ذلك كان خوفا منها ودرءاً لشرها.
- تشير مناظر الثعابين وأشكالها التي عثر عليها في مواقع من شرق شبه الجزيرة العربية إلى أنها ثعابين سامة، وغالبا ما تمثل أنواعا كانت موجودة في البيئة المحلية.
- أظهرت بعض الرسوم الصخرية والنقوش والمنحوتات بعض الأوضاع التي اتخذها الثعبان للدفاع عن نفسه مثل نفخ الرقبة أو فتح الفم أو التكور أو الارتكاز والوقوف. كما ظهر الثعبان في وضع سكون أو زحف أو في مناظر هجوم على الإنسان أو صراع مع الطيور والحيوانات الأخرى.
- برع الفنانون في شبه الجزيرة العربية في إظهار أدق تفاصيل الثعبان كالحراشف، القرون، العيون، اللسان، الرأس، العنق، الذيل، تجديد جلده الذي يقوم بها من فترة لأخرى، مما يدل على مشاهدته عن قرب واستطاعته التمييز بين أنواعه وفصائله.
- أظهرت بعض الرسوم والنقوش مشاهد تغذي الثعبان على فرائس متنوعة الحجم كالسحالي والوعول وغيرها.
- كانت مناظر الثعابين على المباني هي تعبيرا عن القوى التي يمتلكها هذا الكائن، والتي تمكنه من حراسة الأشياء إذا صور عليها، بمعنى أن ظهوره قد يكون ضربا من التعاويذ التي تحرس الممتلكات والمباني.
- ظهرت مناظر الثعابين على المباني في دادان في وضع أفقي إما منفردة أو مزدوجة ولا تتشابك كما هو الحال في موقع الأخدود في نجران، بينما ظهرت على معابد اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية في وضع عمودي مزدوجة ومتشابكة، عدا نموذج فقط منفردة. هذا فضلا عن النماذج الأخرى التي ظهر فيها الثعبان بوضعي أفقي منفرد على واجهات المباني الأخرى.
- لم يعثر ضمن المكتشفات الخاصة بالثعبان على أي رمز أو دلالة أو إشارة تعبر عن طقوس عبادة أو تقديس للثعبان، ولا حتى في نقوش شبه الجزيرة العربية المدونة، ولكن أشكال الثعابين التي كانت تقدم كنذور للمعبودات ربما كانت تمثل رموزا بديلة عن تقديم ثعابين حقيقية.
- ظهرت مناظر الصراع بين الثعبان والنسر في جنوب شبه الجزيرة العربية وشمالها سواء بالرسم أو النقش أو النحت مما يشير إلى وجود دلالة ومغزى معين.
- ظهرت الثعابين في الموضوعات الأسطورية في جنوب شبه الجزيرة العربية في الرسوم على الصخور والأحجار وعلى العديد من اللوحات وبعض الفنون الصغرى، كمناظر الصراع مع الطيور أو الكائنات الخرافية. بينما ظهرت في شمال شبه الجزيرة العربية في التماثيل كالميدوسا أو مناظر الصراع مع الطيور، أو التماثيل النصفية كالميدوسا والثعابين المجنحة، أو على واجهات المقابر مثل الميدوسا والقناع المخيف الذي يحيط به ثعبانان. بينما ظهرت في وسط شبه الجزيرة العربية في بعض اللوحات على شكل الكائن الخرافي، أو الفنون الصغرى على شكل الميدوسا.
- في الحقيقة أن لكل حضارة أساطيرها الخاصة بها، وعلى الرغم من غنى الأدلة الآثرية التي كشف عنها في شبه الجزيرة العربية إلا أن سكانها القدماء لم يهتموا بتدوين أساطيرهم كغيرهم من شعوب الحضارات الأخرى. ولكن مما تقدم ذكره يبدو أن سكان شبه الجزيرة العربية منذ القدم لم يكونوا منعزلين عما يحيط بهم من ثقافات وحضارات بل كانوا على اتصال دائم ومستمر مع ما يحيط بهم من حضارات ومجتمعات، وفيما يخص موضوع الثعبان فإن التشابه والتوافق في استخدام رموز الثعبان إنما يدل على التواصل الحضاري بين شعوب المنطقة وتقريبا اشتراكهم في نفس المعتقدات والممارسات الدينية والأساطير. وأن أساطير وروايات الثعبان التي وردت في العصر الجاهلي أو فيما بعد لم تكن من باب التسلية واللهو، وإنما ارتبطت بأحداث تدور في مخيلة الإنسان منذ فترات زمنية سحيقة.