الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الملخص يُعد الحق في الحياة الخاصة من الحقوق الشخصية المهمة التي ترافق الإنسان طيلة حياته، من الولادة حتى مفارقة الحياة. فهي تمثل النصف الثاني المعتم، وما تنطوي عليه من أحداث وبيانات وأماكن وأفكار لا يرغب صاحبها أن تظهر للعلن، بسبب تعلقها المباشر بكرامته واعتباره الشخصي، على النقيض من الجزء الآخر العام من حياته الذي يكون فيه واضحاً ومكشوفاً أمام العامة في ممارساته الحياتية الاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها، حتى إن القانون يجعله في موضع الشك والريبة إذا ما تصرّف كماهو مطلوب منه في حياته الخاصة من ضغط للسرية والعزلة. لقد تضافرت الجهود القانونية، بشكل مباشر أو غير مباشر، في النهوض بحماية الحق في الحياة الخاصة، غير إن هذا الحق لا يزال عرضة للانتهاكات الخطيرة بحقه، بل تزداد مع مرور الأيام وتطورها، بسبب أهميته أو بسبب إهمال صاحبه أو بسبب التقدم التكنولوجي الذي جعل من هذا الحق مصدراً رئيساً لتحقيق المكاسب المالية الهائلة، على الرغم من تحديث التشريعات وإنضاج الدراسات ومحاولة الفقهاء إيجاد الحلول في الوقوف بوجه الانتهاكات المختلفة. إن تشّعب تفاصيل الحياة الخاصة جعل من المستحيل أن يُلم القانون بحماية هذه الحياة من الاعتداء في نص تشريعي موحّد، فهو من الحقوق المعيارية، إلا أن الحياة الخاصة الرقمية اختلفت عما هو سائد في الواقع المادي الملموس بسبب كونها ذات طبيعة افتراضية، والوصول إليها لا يمكن أن يتم إلا من خلال نافذة واحدة فقط. |