الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أن الولايات المتحدة كانت قد عملت علي استغلال الشرق الأوسط لمصالح خاصة فقد أدركت الولايات المتحدة أن الوقت لم يعد يسمح باستغلال أي دولة أوروبية، كما أن الدول الأوروبية في ذلك الوقت لم تمتلك من الخيرات ما يمتلكه الشرق الأوسط فلقد كان الشرق الأوسط يتمتع بمقومات اقتصادية متميزة جعلت منه مطمع للولايات المتحدة. • رأت واشنطن أن البوابة التي ستستطيع منها دخول الشرق الأوسط والسيطرة عليه هي الأردن لكون الأردن دولة ضعيفة نسبيا وتحتاج إلي عوامل مساعدة خارجية لتحقق التنمية التي تريدها لتلحق بالدول المتقدمة ، فعملت الولايات المتحدة علي هذه النقطة وبالفعل رأت الأردن في الولايات المتحدة خير معين لها وانساقت وراء الولايات المتحدة وشعاراتها التي تدعو بعدم الاستغلال ظاهريا إلا أنها قد استغلت الأردن وعملت علي تقييده لمصالحها. إن حرب 1967م قد كشفت نوايا الولايات المتحدة السيئة عندما قلصت معونتها عن الأردن وهو ما يدل علي أن الولايات المتحدة لا تقيم وزنا إلا لمصالحها فحينما رأت أن الأردن قد اشتركت في الحرب إلي جانب الدول العربية قامت بتقليل المعونة وحينما أدركت أن الأردن ستلجأ إلي السوفيت للحصول علي المعونة قامت مسرعة بإعادتها مرة أخري حتي لا يتغلغل الوجود السوفيتي ويقضي علي الوجود الأمريكي. قامت الولايات المتحدة بمد الأردن بشتي أنواع المساعدات كالقروض والمنح والاستثمارات الأجنبية وذلك لضمان ربط الأردن دائما بالولايات المتحدة فقامت بدور الراعية للمصالح الأردنية وهيأت للملك كل السبل للحصول علي المساعدات مختلفة الأنواع ، وهذه المساعدات بالرغم من أنها قد عملت علي تحقيق نهضة أردنية إلا أنها قد مثلت الاستعمار الخفي للولايات المتحدة فلقد باتت الأردن تعتمد بشكل أساسي علي هذه المساعدات تاركة بعض الموارد التي يمكنه استغلالها. كانت القروض طويلة الأجل تمثل اليد القابضة للولايات المتحدة علي الأردن والتي ربطت مستقبل الأردن دوما بالولايات المتحدة وذلك لضمان الولايات المتحدة تسديد هذه القروض ، كما أن الاستثمارات لم تكن لصالح الأردن فحسب فمع أنها قد رفعت من مستوي المعيشة للمواطن الأردني إلا أنها قد كلفت الأردن كثيرا في تبعيتها للولايات المتحدة فكانت تمثل استعمارا غير مباشر. |