الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ” يكون من الأفضل عند قراءة أعمال كيركجورد، أن نعرف طرفاً عن حياته، التي كانت وبشكل كبير، خالية من الأحداث الخارجية. وفي قلب حياته الجافة الموحشة ذهب إلى الجامعة حيث عرف طريقه الفكري. ولقد وقع في الحب، إلا أنه وبغير سبب واضح هجر فتاته، ولم يتزوج على الإطلاق. إلا أن الأمر أشيع في كوبنهاجن، وأخذت المجلات واسعة الانتشار تجعل منه مادة للسخرية والتهكم، أعني أنه صار موضوعاً للسخرية العامة، وفي سنوات عمره الأخيرة شن هجوماً ضارياً على الكنيسة الرسمية في الدنمارك، وفي وسط حومة هذا الهجوم والصراع، توفى كيركجورد. لقد كانت حياته من أكثر الحيوات المعروفة درامية على الإطلاق، وبسبب عمق وقوة أفكاره، احتل كل شيء مكانه داخل روحه، على حين اعتبره الآخرون تافهاً. والواقع أننا لا نجد في فكره شيئاً هادئاً أو متعقلاً أو موضوعياً، فكل أفكاره تبدأ من ذاتيته الخاصة – عذابه الداخلي، خصوصيته، وهمه الفردي – وهذا هو ما تلخصه يومياته في عبارته التي قالها مبكراً من حياته، والتي اكتشفها وهي أنه ””يجب عليّ أن أجد حقيقة، تكون حقيقة لي، أعني الفكرة التي من أجلها أحيا وأموت””. وهذه الفكرة كانت هي الإيمان المسيحي. تكشف دراسة حياة كيركجورد، والتأمل في مؤلفاته، بشكل واضح، عن الروح الرومانسية التي سيطرت على حياته حتى طبعتها بطابع الشعور المأسوي المفعم بالآلآم والقلق واليأس، مما جعله يستغرق في شعوره الداخلي الباطن مولياً بذلك وجهه تجاه عالمه الداخلي، مبتعداً بالكلية عن النظر في العالم الخارجي الموضوعي، لكي يتغذى فقط من الممكنات الذاتية بحيث يرى الوجود عن طريق بصيرته الداخلية.” |