الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من الحقائقُ الثابتة؛ أن حقوق الإنسانِ وحرياتِهِ لصيقةٌ بشخصِه، وأن كمال إنسانيتهِ ونقصانِها مرهونانِ بقدر ما يتمتع به من حقوقٍ، وما يُنعَّم به مِن حُريات. والمراقب للحقوق والحريات في العصر الحديث ، يجدُ أن هناك تغيرُّاً ملموسًا وتحوُّلًا سريعًا في هذا المجال؛ إذ انتقلت من الحقوق البدائية إلى الحقوق والحريات التي تطورت مع التطور التكنولوجي، وأخذت أشكالًا أكثر مرونة ؛ تناولنا في دراستنا البعض منها بداية من التقاضي الإلكتروني، ومرورًا بالإعلام والصحافة الإلكترونيَّة، وانتهاءً بالحق في الخصوصيةِ وما حل به من تطور. وعلى الرغم من أن هذا التطور التقنـيِ يلعب دورًا إيجابيًّا في تطـور المجتمعات، إلا إنه أيضًا يُمثِّل حقلًا خصبًا لانتهاك الحقوق والحريات عامّة أو خاصّة، كتهديد الحق في الخصوصية، أو انتهاك الحرية الشخصيَّة للفرد، أو بتهديد الأمن القوميِ ؛ ولذلك فقد بات مُلِحًّا العمل علي توفيرِ ضماناتِ لمنع ذلك سواء أكانت على صعيد دُولِي أو إقليميِ؛ لاسيما وأن التطور التكنولوجي لم تعُد تعوقـه أية حدود. |