الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الإبداع هو مفتاح التقدم وأساس الدولة الحديثة، ومن أهم متطلبات تحقيق هذا الإبداع توفير العنصر البشري القادر على صنعه وتقديمه، فإن فقر المجتمعات في حقيقته ليس فقرًا في الموارد والإمكانات المادية بقدر ما هو فقر في الموارد البشرية المدربة على الابتكار والإبداع؛ لأن ثراء الأمم وتقدمها يقاس بما تمتلكه من موارد بشرية مبدعة، ومن هنا بدأ الاهتمام بالتخطيط لإعداد الموارد البشرية وتنميتها بوصفها جزءًا من التخطيط الاستراتيجي الشامل، وصار لزامًا على الدول الاهتمام بثروتها البشرية من حيث إعدادها المعرفي وتنمية قدراتها العقلية ومهاراتها الإبداعية، ورفع كفايتها الإنتاجية والعمل على زيادة قدراتها على التكيف السريع في مجال العلم والتكنولوجيا، وتتحقق تنمية الموارد البشرية بوسائل كثيرة في مقدمتها التنشئة الاجتماعية التي هى أهم العمليات تأثيرًا في الأبناء في مختلف مراحلهم العمرية، كما أنَّ لها دورًا أساسيًا في تشكيل شخصياتهم وتكاملها، وهي أحد عمليات التربية التي عن طريقها يكتسب الأبناء العادات والتقاليد والاتجاهات والقيم السائدة في بيئتهم التي يعيشون فيها وينتمون إليها.وتتم التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة، فالأسرة تُعد أول مؤسسات التعليم لأبنائها، فهي مؤسسة اجتماعية وثقافية وتربوية تسهم في الإعداد الجيد للإنسان الكفء القادر على الإبداع والابتكار والإنتاج، وهي بمثابة الوسط الاجتماعي الذي تتفاعل فيه مجموعة العلاقات والأفعال التي من خلالها يتعرف الأبناء على قواعد التواصل مع الآخرين. وتُعدّ التنشئة الاجتماعية من أهم العمليات الاجتماعية التي تسهم في تشكيل شخصية الطفل وتوجيهه نحو التفاعل الفعَّال مع المجتمع، حيث تبدأ التنشئة منذ ولادة الطفل، وهي عملية مستمرة لا تتوقف عند مرحلة الطفولة، بل تمتد لمرحلة المراهقة والشباب، حيثُ يواجه الفرد خلالها تحديات جديدة تتطلب منه إعادة تقييم قيمهُ ومعتقداته، وتطوير مهاراته الاجتماعية، وتعد التنشئة الاجتماعية أساس عملية التعلم، حيث يتعلم الطفل من خلال تفاعله مع محيطة- سواء من خلال العادات الأسرية أو أساليب الحياة المجتمعية عاداته وتقاليده، وتحدث تلك العملية من خلال الأسرة والمدرسة. |