الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن المتتبع لحركة التأليف البلاغيِّ، سيقف على قدرٍ كبيرٍ من العناية بهذا الأساس في جلِّ الآثار البلاغية التي تركها الأوائل، كما سيعاين اشتغالهم بتحرير ذلك وتحقيقه؛ وهو ما أنتج إلحاحًا بحثيًّا غزيرًا عن الأدوات التي تُعين على فهم القرآن العظيم، وتمهِّد السبيل إلى الوقوف على أسرار إعجازه من خلال التحليل والكشف والبحث. وقد استوقفتني ظاهرة التغليب في القرآن الكريم بعد مطالعةِ جملةٍ من أسرارها في كلام الأوائل ممن تناولوها في الدرس النحوي والبلاغي، وأجروها في كلامهم شعره ونثره، وصولًا إلى أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة وأقواها حكمًا وأثراها دلالةً، فعمدوا إلى المبالغة والتخفيف والترجيح بإجراء التغليب في فنون كلامهم، وقد أرادوا بذلك التنبيه على أهمية المغلَّب. ولما كان القرآنُ الكريم حقلًا لأسرار البيان وكشَّافًا لعلوم حقائق الإعجاز، فقد عزمتُ على دراسة ظاهرة التغليب من خلال تطبيقها على الألفاظ الفرائد، والتراكيب الفريدة التي تجمع بين التفرُّد السياقي بحيث لا تتكرر في أي سياق آخر سوى ما وردت فيه، ومن جهة التفرد الدلالي حيث فصاحة اللفظ وبلاغة التركيب العزيزة النادرة. |