الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن المتتبع للصراعت الفكرية والعقائدية التي وقعت في العالم الإسلامي، على مر تاريخ، وحتى يومنا هذا، يجد أننا في كل فترة من فترات هذا التاريخ الممتد، نحتاج إلى علماء يحافظون على هوية هذه الأمة ضد التيارات المنحرفة التي تعمل باستمرار على تفريغ الدين من مضمونه، وتقديم بدائل بشرية واهية تعزل النص الديني عن ماهيته الحقيقية التي فهمت منذ مجيء النبي في ضوء قواعد اللغة العربية والدينية التي استنبطها العلماء من فهمهم الصحيح لمقاصد الدين الحنيف.وإذا كانت كل فرقة من الفرق الدينية المتصارعة تقدم أعز ما تملك من أبنائها لينظر لها أو يعزز ما نظره الأوائل من أفكار وعقائد، فقد كان العلامة جمال الدين القاسمي أحد ممثلي أهل السنة والجماعة في القرن الرابع الهجري وأوائل القرن العشرين الميلادي، واحد من أعلام أهل السنة والجماعة، أخذ على نفسه المحافظة على خط هذا التيار المبارك تبعا في ذلك طريقة السلف الصالح، ومافحا عنه ضد التيارات المنحرفة من الخوارج والمرجئة والشيعة ومتطرفي المعتزلة الذين يغالوا في تقدين العقل على النص.. الخاستدعى جمال الدين القاسمي منهج أهل السنة الذي يوازن بين النص والعقل، ويقدم النقل حين يستدعي الأمر تقديمه، ويقدم العقل حين يتطلب الأمر تقديمه، ولكنه في كل الأحوال يرى ان العقل والنقل لا يتعارضان البتة.وبهذا المنهج المتوازن يتناول القاسمي كافة المسائل العقائدية المعروضة على بساط البحث، وفي مقدمتها مسائل الإلهيات المتعلقة بوجود الله تعالى وصفاته، ومسائل النبوة، وما يتعلق بها من مسائل، وكذلك مسائل الفعل الإنساني في ضور القضاء والقدر، والمسائل المتعلقة بالغيبيات والسمعيات.وعلى هذا تتضح أهمية البحث في أنه يطلعنا على واحدة من محاولات المحافظة على هؤية الأمة ورد التيارات المتطرفة التي تريد أن تنال من الخط الوسطي بعيد عن تطرف المتطرفين وتساهل المتساهلين المفرطين على السواء.وأما عن الإشكالية التي ينطلق منها البحث وعن أهم تساؤلاته، فالبحث ينطلق من التسائل عن مدى نجاحة مفكرنا القاسمي هذا المنهج الوسطي في هذه العملية الإحيائية لتيار أهل السنة التي تعرض لانتكاسة فكرية أثر سقود دولة الخلافة الإسلامية العثمانية في عام 1924م، حيث ألغيت الخلافة الإسلامية العثمانية، وكثرت على أثر ذلك الاتجاهات الإلحادية التي تشكك في الإسلام، ويتفرع من هذه الإشكالية عدة تساؤلات، هي:1.من هو العلامة القاسمي، وما ظروف بيئته وعصره ؟ وما طبيعة منهج القاسمي في تناوله لمسائل البحث ؟ 2.كيف تناول العلامة القاسمي -من خلال منهجه هذا- قضايا العقيدة، الإلهيات المتعلقة بوجود الله تعالى وصفاته ؟ وكيف بين تهافت الفكار الإلحادية ؟3.كيف تناول العلامة القاسمي مسألة الحرية الإنسانية في ضوء عقيدة القضاء والقدر ؟4.كيف تناول العلامة القاسمي مسائل الغيبيات والسمعيات من خلال منهجه الفكري ؟ولقد استخدم الباحث لبيان فكر العلامة القاسمي المناهج الآتية :1.المنهج التاريخي: إذ أن دراسة شخصية مفكرنا القاسمي وظروف مجتمعه وعصره بأبعاده الثقافية والسياسية تقتضي استخدام هذا المنهج.2.المنهج التحليلي: وهو المنهج الذي يحلل مضامين الخطاب الذي حملته أفكار ومواقف لعلامة القاسمي بهدف إدراك المفاهيم الحقيقية التي تبناها في كتاباته، وما استطاع أن يضيفه إلى علم الكلام والتصوف.3.المنهج النقدي: وهو المنهج القائم على نقد الآراء المخالفة للقرآن والسنة والعقل عند القاسمي. |