الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أنَّ العديد من الدُّوَل في العالم اختارت نظامَ الفيدراليَّة أو النظامَ القريبَ منها لتنظيم العلاقات الداخليَّة بين المركز و الأقاليم أو الدُّوَيلات المكوِّنة للدولة، ويتميَّزُ هذا النظام بتوزيع المسؤوليَّات والسُّلطَات والإيرادات بين الحُكُومة المركزيَّة والحُكُومات الإقليميَّة، ممَّا يعزز إدارةً أفضل وتقديم خِدماتٍ أجود للمواطنين، وتواجه الدُّوَلُ الفيدراليَّةُ تحدياتٍ مُتعدِّدةً تتعلَّق بضرورة الحفاظ على التوازنات الدقيقة بين عناصرهاَ المتنوعة، حيث يعتمد نجاحُ النظم الفيدراليَّة على مدى إمكانيَّتها في الحفاظ على تلك التوازنات، وتظهر تحدياتُ هذه الأنظمة في تحقيق التوازن بين رغبة الأقاليم في الحفاظ على استقلاليَّة إدارة شؤونها الذاتيَّة وحاجة الدولة في الحفاظ على الهُويَّة الوطنيَّة، وتتمثَّل أحد التحديات الرئيسيَّة الأخرى في الحفاظ على التوازن بين رغبة الأقاليم في الاستفادة من إيرادات ثرواتها بناءً على حقوقها الإقليميَّة (حق المصدر) وحقوق المواطنين في الأقاليم الأخرى بالتساوي في الاستفادة من ثروات الوطن على مستوى الدولة، وأخيرًا، يظهر التحدِّي الآخَر للدُّول الفيدراليَّة في الحفاظ على التوازن الأُفقي بين الأقاليم المختلفة في توزيع الإيرادات العامَّة وتنفيذ البرامج المتطوِّرة ومعايير دقيقة للحفاظ على التنمية المتوازنة ، كما يجب تحقيقُ التوازن في صلاحيات قرارات الماليَّة ومصادر الإيرادات لتمكين الحُكُومات الإقليميَّة في إدارة شؤونها الذاتيَّة بطريقةٍ تعكس احتياجات الإقليم من تطوير وتحسين البنية التحتيَّة وتطلُّعاته، وكذلك مسؤوليَّة الحُكُومة المركزيَّة في تنفيذ البرامج الوطنيَّة السياديَّة والاستراتيجيَّة وتحمُّل تكاليفها. |