الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لعبت الطائفية دوراً هاماً في تاريخ السودان الحديث والمعاصر شأنه في ذلك شأن سائر الدول الإسلامية، لتؤثر فيه وتتأثر بواقعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فكانت الختمية (الميرغنية) إحدى هذه الطوائف التي جاءت في المقدمة فكانت الأولى من حيث عدد الأتباع والثانية من حيث المكانة السياسية التي شغلتها بعد طائفة الأنصار، ويقدم تاريخ الختمية بعداً ناقداً للقضايا العريضة التي تضمنتها تجربة العالم الإسلامي المعاصر، ويوضح كذلك كيف استطاعت مؤسسة دينية تقليدية هي الطريقة الختمية أن تتكيف مع الأوضاع المتغيرة في السودان خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. ولقد ظهرت الطائفة الختمية في الجزيرة العربية منذ نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، وسرعان ما انتقلت إلى السودان عبر مصر على يد العائلة الميرغنية لتحتل دوراً هاماً على الساحة الدينية ثم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان. وقد تواصلت الدراسات حول الصوفية في السودان بوجه عام، ودورها الديني فقط دون أن تتعرض هذه الدراسات للدور السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي لتلك الطوائف، بل لم توجد دراسة بعينها تلقى الضوء على الطائفة الختمية في السودان ودورها الديني و السياسي والاجتماعي والاقتصادي وعلاقاتها بالوجود المصري والبريطاني في السودان. ومن تلك الدراسات التي تتعلق بشكل غير مباشر بتاريخ الختمية في السودان كتاب الدكتور حسين مروة (( النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية)) وخلص في تلك الدراسة إلى أن الفكر الصوفي حمل وحده في تاريخ الصراع الاجتماعي داخل المجتمع العربي الإسلامي علامة التمرد على الأيدلوجية الرسمية اللاهوتية. وهناك بحثا عن محمد بن على السنوسى من 1787 الى1859م، أعدة الباحث النرويجي كنوت فكور، وهناك باحث سوداني أعد بحثين عن الطوائف الصوفية في السودان، البحث الأول عن الطريقة المجذوبية في السودان والثاني عن الطريقة التيجانية. ومن الدراسات التي لها علاقة مباشرة بتاريخ الختمية في السودان كتاب الدكتور على صالح كرار عن((الطرق الصوفية في السودان)) والذي صدر في لندن عام 1992م، وكتاب ((الإبانة النورية في شأن صاحب الطريقة الختمية)) حقق هذا الكتاب الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم وصدر في بيروت 1991م. |