الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص رغم كونها واحدة من أبرز الكاتبات السود الأمريكيات في فترة العشرينات والثلاثينات لم تحظ هرستون باهتمام النقاد في عصرها، فقد غابت أعمالها عن معظم الدراسات النقدية التي تناولت فترة نهضة الهارلم في أمريكا، ولم يفهمها معاصروها. ولكن مع اهتمام الكاتبات المعاصرات من السود الأمريكيات بإرساء تقاليد أدبية تقوم على فهم تراث الأجداد واستيعاب قيمه الجمالية، وبفضل بعض من النقاد المعاصرين المتميزين ظهر الاهتمام بأعمال زورا نيل هرستون، واعتبرها النقاد المعاصرون واحدة من أبرز رموز الحركة الأدبية في العشرينات والثلاثينات. يرجع تميز هرستون ككاتبة سوداء إلى قدرتها على الاحتفاظ بالموروث الشعبي للسود في أعمالها الروائية وغير الروائية. فقد استمدت معايرها الأدبية الجمالية من ثقافة السود وتراثهم الشعبي، وأساليبهم في الحكي والسرد. وبذلك ساهمت هرستون في القضاء على الرؤية الأحادية للأدب من حيث الفهم والإبداع. اعتمدت هرستون في أعمالها الروائية على جماليات الثقافة المجتمعية للسود وعلى منظومتهم الأخلاقية والعقائدية الشعبية. ولدت هرستون في بلدة ”ايتنوفيل” في أعماق الجنوب الأمريكي، وهي بلدة سكانها جميعاً من السود. من هنا ترسخت في أعماقها جذور الثقافة الشعبية السوداء واتحدت في نفسها مع موهبة متميزة في الحكي. جاء الاحتفاء بهذا الموروث الشعبي في جوهر أعمالها الأدبية: ”يونس وكرمة العنب” (1934) ، ”عيونهم ترقب السماء” (1937) ، ”موسى: رجل فوق الجبل” (1939) ليشكل مشروعاً أدبياً ومجالاً للفخر والاعتزاز. لم يغب أثر هذا التراث حتى عن روايتها الأخيرة ”ملاك فوق نهر سواني” (1948) والتي اتخذت أبطالها من البيض في الجنوب. اتجهت هرستون في نهاية العشرينات إلى دراسة الأنثروبولوجي وأثمرت رحلاتها البحثية عن كتابين متميزين في هذا المجال: ”بغال ورجال” (1935) و ”قل لحصاني” (1935). كرست هرستون حياتها لإثبات قيمة ثقافة السود وثراء موروثهم الشعبي، بل وتميز هذه الثقافة وتفوقها. |