الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بتفسير العالم، بينما المفترض تغييره، فإن جيمس والمنهج البراجماتي لا يقل أهمية عن ذلك إذ يقول ليبنتز Leibniz: ” على المرء أن يتراجع إلى الوراء لكي يقفز إلى الأمام على نحو أحكم.” ولأن الظروف التي نتج عنها فكر لويس غامضة بصورة كافية، لذا يجدر بنا قبل أن نغوص في أعماق فكر فيلسوف البراجماتية التصورية (كلارنس إرفنج لويس) أن نتحدث عن الخلفية الفلسفية، عن الاتجاه الفلسفي العام، الاتجاه البراجماتي الذي ترعرع فيه فكر لويس ثم انبثقت عنه فلسفته. ” ليس هناك شيء جديد بصورة مطلقة في المنهج البراجماتي. فسقراط كان ماهرا فيه. أرسطو استخدمه منهجيا. ولوكLocke ، وباركليBerkeley، وهيوم Hume أقاموا إسهامات مهمة للصدق من خلال وسائله. وهودجسون Shadworth Hodgson أصر على أنَّ الوقائع هي فقط ما تكون معروفة.هكذا قال وليم جيمس رائد البراجماتية الأول إلا أن هذه البشائر للبراجماتية استخدمتها في صورة شذرات، إنها كانت مجرد تمهيد. - تعد الفلسفة البراجماتية تطويراً للاتجاه التجريبي العلمي ودفعاً به إلى نتائجه الطبيعية. وليس أدل على هذا من قول جيمس ”إنَّ البراجماتية تمثل اتجاهاً مألوفاً تماماً في الفلسفة وهو الاتجاه التجريبي ولكنَّها تمثله في شكل أكثر تطرفاً. لأنها تتجاوز سلبيات المناهج السابقة وتأخذ أفضل ما فيها لتكون منبعاً جديداً يوجهنا للعمل بدلا من التأمل في ظواهر الكون. فهو منهجٌ عمليٌ انتقائيٌ يرفضُ الجمع بين المتناقضات عندما يدعونا للاختيار. |